أرجع باحث فلكي انتشار فيروس كورونا هذه الأيام إلى دخول موسم (الكنة) الذي من علاماته هبوب رياح عاصفة وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة والرطوبة الكاتمة، الأمر الذي يجعل الحساسية تنتشر بجميع أنواعها وهو ما يفسر انتشار الفيروسات ومنها فيروس كورونا. وأوضح الدكتور خالد بن صالح الزعاق أن موسم (الكنة) الذي بدأ صباح أمس الأربعاء يعتبر من المواسم الهامة عندنا إذ يمثل مرحلة فاصلة بين الحر الهازل والحر الجاد، وفي هذه الفترة الزمانية تتمخض السماء لولادة موسم الحر الفعلي، ويستمر هذا الموسم أربعين يوما. وبين أن موسم الكنة يشمل النصف الأخير من نظام السحب الصيفية وعلى ذلك تكون بدايته امتدادا للسرايات الفعلية والمسماة بأمطار الصيف أو المراويح الغزيرة والمسبوقة برياح هائجة وقويه مشوبة بقصف الرعد ووميض البرق والتي من عادتها أن تتسبب في جريان الأودية والشعاب بشكل لحظي وسريع، ويتأتى فيها كثير من الكوارث الناتجة من أمطارها وما يصاحبها من توابع كعصف ريح وجريان سيح. وقال إن المملكة تعتبر من البلدان الأعلى حرارة في العالم بعد العراق والكويت وليبيا والسبب في ذلك أننا نقع في مصب التسعير الذاتي فبعد نهاية موسم الكنة يبدأ شمال الهند يصدر منخفضا جويا يسير عكس عقرب الساعة ويمر بمحاذاة بحر قزوين وصحراء إيران الملحية ثم إذا وصل إلى منطقتنا يضغط عليه جو البحر الأبيض المتوسط فيرتد إلينا بشكل ريح شمالية غربية قادمة من الصحراء مثيرة للغبار والأتربة وهذا ما سنعيشه خلال الأيام المقبلة، والسبب في زيادة حرارتها أنها كانت معتدلة في منشئها وكلما ارتفعت إلى الهضبة الإيرانية بردت أكثر لكنها في نزولها إلينا ترتفع درجة حرارتها مضاعفة بنظام ما يسمى بالتسخين الذاتي ثم بعد ذلك إذا تسرب إلى البلدان المجاورة كالمملكة وبلدان الخليج فإنها تتأقلم وتنخفض فيها درجة الحرارة نسبيا مع رطوبة منفرشة وغبار متمدد على قارعة الرؤية، وخلاله تكون الأجواء مشحونة ويتمثل ذلك بتفشي الغبار الغامت والرطوبة الكاتمة مع تطرف في درجات الحرارة الأمر الذي يجعل الحساسية تنتشر في جميع أنواعها وهذا ما يفسر لنا انتشار فيروس كورونا خلال هذه الأوقات. وأضاف: من الملاحظ أن احتباس حركة الريح المعهودة في الماضي خلال موسم الكنة قد تغير بسبب التغيرات العامة في الطقس والأجواء التي نستغرب حدوثها الآن ومتغيرة عما كانت في السابق إلا أننا نجزم ونقول إنه مهما تغيرت ظروف المناخ لأسباب عدة إلا أن موسم الكنة قد يحتفظ ببعض مظاهره فلا تسكن حركة الرياح وإنما تصاب بهدوء نسبي وزيادة درجات الحرارة عن ما قبلها من المواسم وذلك في أغلب أيام موسم الكنة، وإذا انتصف الكنة ينتهي الموسم الطبيعي لنزول الأمطار ومعنى ذلك أنه إذا نزل مطر فيكون شاذا ويتزامن ذلك مع تركيب النخل، أما الحرارة فتدخل الكبرى في الأربعينيات والصغرى في أواخر العشرينيات.