غيّرت قوات الأمن العراقية خططها لتحرير الموصل وشنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب المدربة على حرب الشوارع هجوماً في الأحياء الغربية للمدينة، بعدما أوقفت قوات الشرطة الاتحادية الهجوم في جنوبها إثر الغارة الجوية التي أوقعت مئات القتلى في صفوف المدنيين هناك. ووصفت القوات الأميركية المعركة بالصعبة، لاختلاط عناصر التنظيم بالمدنيين، فيما اعتبرت الحكومة المحلية في نينوى المحافظة منكوبة، على خلفية أزمة النازحين وسقوط الضحايا المدنيين في العمليات العسكرية والدمار الذي طاول البنى التحتية. وقال ضابط كبير في الجيش العراقي في الموصل ل «الحياة» إن قوات مكافحة الإرهاب بدأت هجوماً جديداً على معاقل «داعش» في الأحياء الغربية بدلاً من الأحياء الجنوبية و «اقتحمت حي النهروان وهو خال من المدنيين، كما تمكنت من استعادة السيطرة على أحياء رجم الحديد و وادي العين، وستواصل التقدم في عمق الأحياء الغربية المؤدية إلى البلدة القديمة القريبة من ضفة النهر». وأوضح أن «هذه الأحياء خالية تقريباً من السكان»، مؤكداً أن «القوات تقاتل بحذر من دون استخدام أسلحة ثقيلة». وتوقفت قوات الشرطة الاتحادية عن التقدم في الأحياء الجنوبية، بعد قتل المئات من المدنيين في غارة جوية للتحالف الدولي على منطقة الموصل الجديدة. ولم يعرف سبب استبعاد قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تمكنت من استعادة السيطرة على شرق الموصل قبل شهرين، من معارك غرب المدينة، خصوصاً أن هذه أكثر حرفية في حرب الشوارع مقارنة بقوات الشرطة. وأعلن قائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل الفريق عبد الأمير رشيد يار الله في بيان أمس، أن «صقور F16 العراقية أغاروا على قضاء تلعفر، ودمروا معملاً لتصنيع العبوات الناسفة وآخر لتصنيع العجلات المفخخة». وأضاف أن «القصف أسفر كذلك عن تدمير مقر لما يسمى بالحسبة المالية ومضافة للعدو ومستودع للأسلحة وآخر للصواريخ». وفيما لوحظ عدم إعلان «التحالف الدولي» تنفيذ أي غارة خلال اليومين الماضيين، أعلنت وزارة الدفاع أن طيران الجيش نفذ غارة في منطقة الملعب غرب الموصل أسفرت عن قتل 15 مسلحاً وتدمير صهريج. صعوبة المعركة إلى ذلك، قال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتل في بيان، إن «قتل عدد كبير من المدنيين في ضربات جوية يشكل مأساة رهيبة»، وأضاف أن تحقيقاً يجري في هذا الحادث «ونواصل اتخاذ إجراءات استثنائية لتجنب ضرب المدنيين». وزاد أن «المعركة في الموصل صعبة بسبب اختلاط عناصر التنظيم بالمدنيين»، وأشار إلى أن «القوات العراقية وقوات التحالف اتخذت تدابير للحد أكبر قدر ممكن من معاناة السكان». وكان مجلس محافظة نينوى أعلن خلال جلسة استثنائية عقدها مساء أول من أمس، اعتبار المحافظة منكوبة، وقال رئيس المجلس بشار الكيكي في بيان، أنه «اجتمع في ناحية بعشيقة وصوّت على اعتبار المدينة منكوبة بسبب حجم معاناة النازحين، وتزايد أعداد الضحايا المدنيين والدمار الذي طاول البنى التحتية».