خلُصت قمة عقدت في القاهرة أمس، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، إلى اتفاق على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة، لا سيما خطر الإرهاب، وشددا على أهمية «ردم الخلافات العربية – العربية». وحصل أيضاً اتفاق مشترك على «رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية العربية»، في إشارة إلى إيران، وعلى «التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تعاني منها سورية وليبيا بما يحافظ على وحدة الدولتين». وكان السيسي في استقبال العاهل البحريني لدى وصوله إلى مطار القاهرة الدولي ظهر أمس، قبل أن يصطحبه في موكب مشترك إلى قصر الاتحادية الرئاسي، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي. وقبيل انعقاد القمة، أكد وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي، في تصريحات من المنامة أبرزتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن زيارة العاهل البحريني «تمثل دفعة قوية لمسار العلاقات التاريخية الوثيقة والمتنامية بين البلدين باعتبارها نموذجاً للأخوة العربية»، موضحاً أن الزيارة «تأتي في إطار الحرص على أمن المنطقة واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي». اكتفاء ذاتي من الطاقة علي صعيد آخر أعلنت القاهرة أمس أنها بصدد تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة مع نهاية العام المقبل، فيما أعربت شركات بترول عالمية عن تفاؤلها بمستقبل الطاقة في مصر. واجتمع الرئيس السيسي أمس مع رؤساء شركات «إيني» الإيطالية كلاوديو ديسكالزي، و «بي بي» البريطانية بوب دادلي، و «روزنفت» الروسية للبترول سيشن إيغور، في حضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزير البترول طارق الملا. ووفق الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف فإن الاجتماع تم في إطار المتابعة الدورية لتطور مشروعات الطاقة في مصر، مشيراً إلى أن رؤساء شركات البترول العالمية أعربوا خلال اللقاء عن «تفاؤلهم بمستقبل الطاقة في مصر في ضوء الاكتشافات الأخيرة من الغاز الطبيعي، والاهتمام البالغ والمتواصل الذي توليه القاهرة لتطوير مشروعات الغاز والنفط». وعرض رئيس شركة «إيني» الإيطالية موقف أعمال تطوير حقل الغاز الطبيعي «ظُهر» في المياه المصرية في البحر المتوسط، وأكد أن الأعمال «تسير وفقاً للبرنامج الزمني المقرر»، وأن إنتاج الحقل، المقدرة احتياطاته ب 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، سيبدأ قبل نهاية العام الحالي، وأوضح أن مصر تحتل حالياً «المرتبة الأولى في استثمارات الشركة». وأشار رئيس «بي بي» إلى تحقيق الشركة ثالث اكتشاف من الغاز في منطقة شمال دمياط (شرق الدلتا)، موضحاً أن هذه الاكتشافات «تؤكد الإمكانات الهائلة من الغاز في هذه المنطقة». وبالمثل أكد رئيس شركة «روزنفت» الروسية أن مصر «تُعّد من أكبر أسواق المنطقة، وتتمتع باقتصاد ضخم، ما يفتح آفاقاً كبيرة في مجالي النفط والغاز». وأكد اهتمام الشركة بتوسيع آفاق التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة. ورحب السيسي ب «التعاون المثمر» بين الحكومة المصرية وشركات البترول العالمية الثلاث، مشيداً بدور هذه الشركات في دعم جهود التنمية الاقتصادية والمساهمة في إرساء دعائم الاستقرار في مصر والمنطقة. وأكد الرئيس المصري أهمية الاكتشافات الجديدة في تلبية احتياجات الطاقة التي يتطلبها النمو المتزايد للاقتصاد المصري، وسد الفجوة المحلية، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي مع نهاية عام 2018. ونوه السيسي بأن رؤية مصر الإستراتيجية في قطاع البترول تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من كل الإمكانات والثروات الطبيعية، بما يحقق تنمية اقتصادية سريعة ومستدامة، مؤكداً حرص الدولة على توفير المناخ المناسب لجذب مزيد من الاستثمارات.