فرضت طهران عقوبات على 15 شركة أميركية، اتهمتها ب «دعم الإرهاب» والتورط ب «جرائم» إسرائيل وب «المشاركة في قمع الشعوب». كما أعلن نائب بارز أن مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني سيدرس مشروع قرار يُدرج الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) على لائحة الإرهاب. ووضعت الخارجية الإيرانية خطوة العقوبات في إطار «مبدأ المعاملة بالمثل»، في إشارة إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام عقوبات على 11 كياناً وفرداً، من الصين وكوريا الشمالية ودولة الإمارات، لاتهامهم بنقل تكنولوجيا حساسة تعزّز البرنامج الصاروخي لطهران. كما قدّم أعضاء نافذون في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يشدّد العقوبات على إيران، بسبب إطلاقها صواريخ باليستية ونشاطات أخرى. وكانت إدارة ترامب فرضت في شباط (فبراير) الماضي عقوبات على 25 فرداً وكياناً في إيران، بعد تنفيذها اختبارات على صواريخ باليستية. وأبلغت مصادر «الحياة» أن قرار الردّ على العقوبات الأميركية الأخيرة اتُخِذ خلال اجتماع عقده أمس المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران برئاسة الرئيس حسن روحاني وبمشاركة جميع أعضائه، إذ قرّر اتخاذ تدابير رادعة لمواجهة إجراءات واشنطن. لكن مراقبين في الولاياتالمتحدة اعتبروا الأمر رمزياً، مستبعدين أن تكون للشركات المستهدفة تعاملات مع طهران. وأشارت الخارجية الإيرانية إلى «فرض عقوبات على 15 شركة أميركية، ثَبُت دورها في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان» وفي «المشاركة في قمع الشعوب». واعتبرت أنها «شاركت الكيان الصهيوني، أو تعاونت معه، في شكل مباشر أو غير مباشر، في جرائمه الوحشية في فلسطينالمحتلة، أو دعمت العمليات الإرهابية التي ارتكبها أو وسّعت المستوطنات غير الشرعية في فلسطينالمحتلة، من خلال انتهاكها قرار مجلس الأمن الرقم 2334». وأعلنت الوزارة «حظر أي علاقة مع هذه الشركات، وتجميد أموالها، ومنع إصدار تأشيرات دخول إلى إيران لأشخاص يتولّون مناصب أو مسؤوليات في هذه المؤسسات، أو لهم صلات معها». وأشارت إلى أنها «ستواصل رصد نشاطات هذه الشركات وأفرادها»، لافتة إلى أنها «ستُضيف عند الضرورة أسماء أخرى» على اللائحة. وعدّدت الوزارة أسماء الشركات المستهدفة، بينها «آي تي تي» و «يونايتد تكنولوجيز» و «رايثيون» لصنع الصواريخ و «أوشكوش كورب» لصنع المركبات و «ماغنوم ريسيرتش». ودانت الخارجية الإيرانية العقوبات الأميركية الأخيرة، معتبرة أنها فُرِضت «تحت ذرائع واهية وتُخالف روح» الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. وأكدت أن تطوير إيران قدراتها الدفاعية أمر «محسوم ولا مجال للبحث فيه»، مشددة على أن إيران «لا ترى حدوداً في سبيل الحفاظ على وجودها وسلامة أراضيها وتوفير الأمن لشعبها». أتى بيان الوزارة بعد ساعات على إعلان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أن المجلس سيناقش، في جلسته الأولى بعد عطلة السنة الإيرانية الجديدة (نوروز)، «مشروع قرار يُدرج الجيش ووكالة الاستخبارات في أميركا على لائحة الإرهاب»، رداً على «تصرّفات أميركية جائرة»، ومعتبراً أن واشنطن «أبرز داعم للإرهاب». على صعيد آخر، يبدأ روحاني اليوم زيارة تستمر يومين لموسكو، يلتقي خلالها مسؤولين بارزين، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني والسياسي بين البلدين.