قال مصدر فرنسي بارز، مطلع على المفاوضات التي ستجريها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مع أبرز المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي في جنيف الاثنين والثلثاء المقبلين، ان طهران تشير في كلّ مراسلاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إلى رسالة متشددة بعثت بها الى آشتون في 6 تموز (يوليو)، تؤكد فيها موافقتها على مناقشة عدم انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط، إذا تخلت الدول الست عن نهج الضغط، أي انها تريد رفع العقوبات المفروضة عليها، قبل البحث في ملفها النووي. وأشار المصدر إلى ان اجتماع جنيف «لن يحقق أي نتيجة ملموسة، اذا تمسّك الإيرانيون بالموقف ذاته المرتكز الى هذه الرسالة التي اصبحت إطاراً لمهمة جليلي. لكنّ الحوار والتفاوض ممكنان، إذا وافقوا على التفاوض حول العروض التي سبق وقدمناها لهم». ولفت الى ان مديري الشؤون السياسية في وزارات الخارجية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، اجتمعوا مطولاً مع آشتون الخميس، لتنسيق المواقف قبل لقاء جنيف الذي «سيحاول شرح الأمور مجدداً في إطار تكتيكي، لنذكّرهم بمضمون عروض قُدمت لإيران عام 2008، ونشرح لهم بصبر ووضوح لماذا لا يمكن أحداً تصوّر أن لبرنامجهم النووي أي مبرر مدني، ونؤكد وجود رغبة في الحوار والنقاش». وشدد المصدر على ان موقف الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «صلب وواضح، ويتمثّل في كيفية تنفيذ إيران قرارات مجلس الأمن، والبدء بتعليق كلّ نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم». واعتبر أن الظروف مختلفة عن المحادثات التي أجريت مع ايران العام الماضي، والتي تزامنت مع الكشف عن منشأة جديدة للتخصيب قرب مدينة قم، «ما جعل الأمور أكثر دراماتيكية، كما كانت الدول الست في موقع أكثر تعقيداً، اذ كانت الإدارة الأميركية في مرحلة الحوار مع ايران». وشدد على ان «التجانس في كلّ المواقف أصبح الآن واقعاً، وهذا مهم جداً، خصوصاً ان الوقت يلعب لمصلحة الدول الست، اذ إن إيران بدأت تتأثر بالعقوبات في شكل كبير». واستبعد المصدر ذهاب إيران الى «المواجهة» خلال اللقاء، مرجحاً ان يتفق المجتمعون على نصّ يتيح لجليلي «العودة إلى طهران والقول انه لم يتنازل عن شيء، وفي الوقت ذاته ان يسمح هذا النصّ بمواصلة مناقشة الملف النووي»، كما توقّع ان يسفر هذا اللقاء عن برمجة اجتماعات أخرى.