واصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا امس، مشاوراته مع القيادات السياسية والهادفة الى محاولة ايجاد حلول ومخارج لحال الجمود القائمة، وإعادة تسيير عجلة مؤسسات الدولة، وإستئناف إجتماعات «هيئة الحوار الوطني». واستقبل سليمان لهذه الغاية كلاً من الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، وزيرالاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، النائب أغوب بقرادونيان، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وكان سليمان عرض مع وزير التربية حسن منيمنة للاوضاع الراهنة وعمل وزارته. وذكرت محطة «ال بي سي» أن السنيورة «أبلغ رئيس الجمهورية أن طاولة الحوار تقوم في الأساس حول مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وأنه إذا ارتأى ولسبب استثنائي أن يوسع الحوار ليشمل ملف شهود الزور فلا مانع من ذلك، ولكن أن يتم توسيع النقاش حول هذا الملف فقط لأنه محط انقسام بين القوى السياسية كافة». وأعلن الوزيرالصفدي في تصريح، أنه أبلغ سليمان تأييده نقل ملف شهود الزور الى الحوار، «ولكن فقط هذا الملف انطلاقاً من أنه ملف كبير ومهم وموضع انقسام في البلد، ومن الافضل أن ينقل من الشارع الى هيئة الحوار شرط أن لا يستبدل عمل المؤسسات بطاولة الحوار». ميقاتي وفي المواقف نوه الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي بعد استقباله وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، «بمبادرة رئيس الجمهورية الهادفة للحفاظ على وحدة الوطن واستطلاع رأي كل الاطراف للوصول الى الحل المنشود. وإذا كان لي من نداء أوجهه الى كل زملائي في طاولة الحوار والى كل العقلاء في البلد، أقول إن علينا ان نترفع عن كل الامور والخصوصيات والحساسيات، وان نجلس معاً لاستنباط الحلول المناسبة، وليس من الضروري ان تأتي الحلول من الخارج، وعاجلاً أم آجلاً سيتم التوصل الى حل». جعجع واستبعد جعجع ان يتجاوب فريق 8 آذار مع دعوة رئيس الجمهورية، لكنه دعا الى انتظار فترة 24 ساعة «لنتبين في شكل نهائي ما اذا كان لديه اي نية في التجاوب». وأثنى جعجع على خطوة الرئيس سليمان «الذي يحاول اختراق الجمود الحاصل». وقال ل «المركزية»: «لقد فعل اكثر مما يستطيع في مسعى منه لاعادة الحياة السياسية الى وضعها الطبيعي من خلال دعوته الفرقاء كافة الى طاولة الحوار واستطراداً الى مجلس الوزراء». واذ أكد جعجع تجاوب فريق 14 آذار الكامل مع هذه الدعوة، لفت الى «انتظار رد الفريق الآخر على رغم ان بعض الاجواء التي تسرّبت منه لا تشجّع كثيراً. وسياسة اما تفعلوا ما اريد واما اخربط كل شيء في البلاد ليست مقبولة. وكأن لبنان لا يعنيه وكأن لا مواطنين عنده تتضرر مصالحهم». ورأى جعجع انه «اذا كان لدى الفريق الآخر حد ادنى من النيات الحسنة فعليه التجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية اما اذا عاد الى تفكيره الانقلابي الكامل فهذا بحث آخر». وأضاف: «لا نستطيع طعن انفسنا ولا اغتيال شهدائنا مجدداً ولا التخلي عن قناعاتنا كرمى لعيون الفريق الآخر. فلقد سايرناه بما يكفي لكن اكثر من ذلك نكون نخون انفسنا ولسنا مستعدين لذلك». وشدد وزير الدولة وائل ابو فاعور بعد لقائه السفيرة البريطانية فرنسيس غاي، على ضرورة «ملاقاة الجهود العربية التي تبذل من سورية والسعودية لإيجاد توافق وطني حول القضايا المختلف عليها بجهود محلية تهدف الى تخفيف الاحتقان واستعادة مناخات الحوار الداخلي، لتلقف اي مبادرة عربية». واذ اكد دعم رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط لمبادرة رئيس الجمهورية في دعوة اركان الحوار الى قصر بعبدا للتداول والتشاور، شدد ابو فاعور على ضرورة «الاحتكام الى المؤسسات، وإعادة الاعتبار اليها بهدف تسيير شؤون الدولة والمواطنين ومعالجة الكثير من القضايا الحياتية العالقة».