انتقد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الأداء الاقتصادي لحكومة الرئيس حسن روحاني، والذي أشاد بإنجازات في السنة الفارسية التي انتهت أمس، واعتبر أنها «كانت فريدة» في ربع القرن المنصرم. أتى ذلك في كلمتين مسجّلتين ألقاهما المسؤولان، فيما احتفل الإيرانيون برأس السنة الفارسية (نوروز). وكان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وجّه للشعب الإيراني كلمة مشتركة مع مرشحه لانتخابات الرئاسة حميد بقائي، ومدير مكتبه السابق إسفنديار رحيم مشائي. ورأى خامنئي أن «الأمن الراسخ» في إيران «مؤشر مهم»، لافتاً إلى «غياب الأمن في دول الجوار، في ظل أجواء إقليمية ودولية عاصفة». وأضاف: «عزّة إيران وهوية شعبها الأبيّ كانتا مشهودتين في كل قضايا العام الماضي، إذ أقرّ الأعداء في العالم أجمع باقتدار الشعب الإيراني وعظمته». وتابع: «أشعر بكل كياني، بمعاناة المواطنين الفقراء ومحدودي الدخل وآلامهم، خصوصاً بسبب ارتفاع الأسعار والبطالة والتمييز والمشكلات الاجتماعية. اتخذت الحكومة خطوات إيجابية، لكنها لا تلبّي توقعات الشعب وتوقعاتي». وذكّر بإطلاقه شعار «الاقتصاد المقاوم، المبادرة والعمل» على السنة الإيرانية الماضية، متحدثاً عن «هوّة ضخمة بين إنجازات طيبة شرحها المسؤولون في تقاريرهم، وبين توقعات الشعب والمرشد». ونبّه إلى أن «حصر الاهتمام بتسمية الاقتصاد المقاوم ليس كافياً»، لافتاً إلى أن «معالجة المشكلات تتمثل في تقسيم خطة الاقتصاد المقاوم إلى نقاط رئيسة ومهمة، وتركيز المسؤولين والشعب طاقات عليها، وتتمثّل في الإنتاج الداخلي وتأمين فرص عمل، لا سيّما لجيل الشباب». وأطلق تسمية «الاقتصاد المقاوم: الإنتاج وتأمين فرص العمل» على السنة الجديدة، معتبراً أن إنجاز هذه النقاط سيثمر عن «نجاحات باهرة وملموسة»، وداعياً المسؤولين إلى «تقديم توضيحات للشعب عن نتائج إنجازاتهم، في نهاية السنة» الإيرانية. أما روحاني فشدد على أن السنة الإيرانية الماضية شهدت «وضع حدّ للتضخم وارتفاع مؤشر التنمية الاقتصادية إلى 8 في المئة»، داعياً إلى «مواصلة هذا المسار». وأشار إلى تنفيذ سياسات «الاقتصاد المقاوم، المبادرة والعمل»، وتطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، متحدثاً عن «إنجازات اقتصادية مدنية»، بينها أن «الصادرات غير النفطية لإيران تجاوزت صادراتها النفطية». وأكد «ضرورة تأمين فرص عمل للشباب في السنة الجديدة»، مشدداً على «ضرورة التعاضد والوقوف إلى جانب بعضنا بعضاً». وأضاف: «ما حققناه في كبح التضخم (وتعزيز) النموّ الاقتصادي وتأمين فرص العمل في السنة الأخيرة، كان فريداً خلال ربع القرن الماضي». وحضّ روحاني الإيرانيين على «الاستفادة من مواقع الفضاء الافتراضي، من أجل تحصيل مزيد من العلم وإيجاد مزيد من فرص المحبة والأخوّة والصداقة»، داعياً إلى «تسطير ملحمة» خلال انتخابات الرئاسة المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل. في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي أن تسجيل الترشيحات لانتخابات الرئاسة سيبدأ في 11 نيسان (أبريل) المقبل.