أنّب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، حكومة الرئيس حسن روحاني، معتبراً أنها لم تحقّق «ملحمة اقتصادية» كان دعا إلى إنجازها. لكن روحاني رأى أن حكومته اتخذت «خطوات كبرى»، مرجّحاً أن تكون السنة الإيرانية التي بدأت أمس، «عام ازدهار اقتصادي». وهنّأ خامنئي الإيرانيين بالسنة الجديدة، مطلقاً عليها تسمية «الاقتصاد والثقافة بعزيمة وطنية وإدارة جهادية». وفي خطاب ألقاه لهذه المناسبة، ذكّر بأنه كان أعلن أن السنة الماضية هي عام «الملحمتين السياسية والاقتصادية»، مضيفاً: «تحقّقت الملحمة السياسية على أحسن وجه في كل الميادين». واستدرك: «في مجال الملحمة الاقتصادية، لم يحدث ما كان يجب أن يحصل وكان مُرتجى حدوثه. بُذِلت جهود مشكورة، لكن العمل الكبير الذي كان يجب أن يحصل في مضمار الملحمة الاقتصادية، ما زال أمامنا، وواجبنا أن نصنع هذه الملحمة». ورأى وجوب التنبّه إلى مسألتين في السنة الجديدة، هما الاقتصاد والثقافة، داعياً في هذا الصدد إلى «جهود مشتركة بين مسؤولي البلاد وجميع أبناء الشعب». واعتبر خامنئي أن «الالتفات إلى الإمكانات الضخمة للبلاد، أولى من التطلع إلى رفع عقوبات الأعداء عنها»، وزاد: «على الأمة أن تكون أكثر قوة. الشعب الذي لا يتسلح بالقوة، سيُهزم أمام القوى التي تبتزّه وتستضعفه وتدوسه وتعتدي عليه وتهينه، لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه». واستدرك أن «قوة الشعب ليست فقط في أسلحته العسكرية المتطورة، على رغم أنها ضرورية»، مشدداً على أن «توافر ثلاثة عناصر، هي الاقتصاد والثقافة والعلم، في أي بلد تجعله قوياً. الثقافة أكثر أهمية من الاقتصاد، إذ أنها الهواء الذي نتنفسه. إذا كان نظيفاً، سيكون التأثير مختلفاً تماماً عما سيكون عليه لو كان ملوثاً». وزاد: «يجب ألا ننتظر أن يرفع الأعداء العقوبات. ليذهبوا إلى الجحيم. علينا أن نرى ما يمكننا أن نقوم به من جانبنا. والأمور في العالم لا تسير وفق رغبات أميركا». وحض إيران على الاعتماد على شعبها ومواردها الطبيعية، مثل مخزونّي النفط والغاز اللذين «يُعتبران الأضخم من أي دولة في العالم». ولفت خامنئي إلى أن «أحداً في الدول الأوروبية لا يجرؤ على التحدث عن محرقة اليهود التي لا نعلم إذا كانت حقيقية أم لا، وكيف حصلت في حال كانت حقيقية». وتابع في إشارة إلى الغربيين أن «التشكيك في محرقة اليهود يُعتبر خطأ جسيماً يمنعون حصوله ويوقفون المسؤول ويلاحقونه أمام القضاء ويدّعون الحرية»، متسائلاً: «وينتظرون منا عدم الدفاع عن خطوطنا الحمر، لجهة عقائد الثورة وقيمها»؟ روحاني في المقابل، أشار روحاني إلى «خطوات كبرى» اتخذتها حكومته منذ قيامها قبل 7 اشهر، بينها «جهود لكبح التضخم ومكافحة الركود الاقتصادي». وأضاف أن السنة المقبلة «ستكون عام الازدهار الاقتصادي»، مرجّحاً أن «تشهد نمواً في الصناعة والزراعة والخدمات». وفي رسالة متلفزة لمناسبة «النوروز»، تطرّق إلى اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، قائلاً: «أوقفنا عجلة العقوبات، ونأمل بإبرام اتفاق نهائي هذه السنة. كما أن صورة إيران تغيّرت تماماً على الصعيد العالمي». وعلّق روحاني على كلام خامنئي، داعياً إلى «تحريك الاقتصاد والثقافة في ظل إدارة جهادية». إلى ذلك، هنّأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإيرانيين برأس السنة، متمنياً «تعزيز أواصر الأخوّة والتعاون في كل دول المنطقة».