انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، خصوماً «يسعون إلى إلغاء منافسيهم» من انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، فيما أعلن اسفنديار رحيم مشائي الذي قد يكون مرشح نجاد للمنصب، أن الحكومة تبذل قصارى جهدها ليكون الاقتراع «ملحمة انتخابية نزيهة وشفافة». ويتهم أصوليون من معسكر مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي، مشائي الذي كان رئيس مكتب نجاد ويُعتبر أبرز المقربين منه، بتزعّم «تيار منحرف» يسعى إلى تقويض ولاية الفقيه. وحذر الجنرال محمد علي آسودي، وهو ممثل لمكتب خامنئي لدى «الحرس الثوري»، من «فتنة أكثر عمقاً من تلك لعام 2009»، قبل انتخابات حزيران. وتشير السلطات الإيرانية بتعبير «فتنة»، إلى الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب نجاد عام 2009. أما رئيس هيئة التفتيش المركزي في ايران مصطفى بورمحمدي الذي أعلن ترشحه للانتخابات، فلفت إلى «خطط» أُعدّت لمواجهة احتمال ترشّح مشائي للمنصب. في المقابل، اعتبر نجاد الانتخابات «حقاً للشعب الذي سيصوّت لمرشحه»، مضيفاً: «لا يحقّ لأحد، حتى الساسة الساعين إلى إلغاء منافسيهم بأي ثمن، انتزاع هذا الحق من الشعب». وزاد: «إرادة الشعب هي التي تقرر، وانتخاب رئيس بنسبة مرتفعة من الأصوات، سيغيّر كلّ المعادلات في العالم». أما مشائي فشدد على أن «الحكومة تبذل قصارى جهدها لتنظيم الانتخابات في مناخ سليم وفي شكل شفاف ومن دون أي شوائب، بصورة نزيهة تماماً». ودعا «كل القادرين على خدمة البلاد»، إلى الترشح للانتخابات، مضيفاً: «كلما ازداد عدد المرشحين، أمكن اجتذاب عدد أكبر من الناخبين والمشاركين». واعتبر أن ثمة «حاجة لتنظيم انتخابات ملحمية، لجذب أكبر عدد من الناخبين، ومن مختلف الشرائح الاجتماعية». وأعلن وزير الإسكان السابق محمد سعيدي كيا ترشحه للرئاسة، لافتاً إلى أن شعار حملته سيكون «السلام، الوحدة الوطنية والتعاون الدولي». في السياق ذاته، أعلن وزير الداخلية الإيراني محمد مصطفى نجار تخصيص 70 ألف مركز اقتراع، مشيراً إلى أن شعار الانتخابات سيكون «تنفيذ القانون ومحورية الأمانة والعدالة». وكان مجلس الشورى (البرلمان) منح ثقته لمرشح نجاد لحقيبة الصحة محمد حسن طريقت منفرد، بغالبية 113 صوتاً من 224 نائباً أدلوا بأصواتهم. ويخلف طريقت منفرد مرضية وحيد دستجردي التي كان أقالها الرئيس الإيراني. الملف النووي على صعيد آخر، عقد خبراء من ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، اجتماعاً في اسطنبول أمس. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن مسؤولين أميركيين وغربيين لاحظوا أن العقوبات أثّرت جدياً في الاقتصاد إيران، لكنها لم تحدث اضطراباً شعبياً يجبر قادتها على تغيير سياساتهم النووية. وأشار أولئك إلى أن إيران تقاوم الضغوط الغربية، من خلال «تكتيكات ذكية وقمع سياسي». إلى ذلك، أعلنت وزارة النفط الإيرانية رفع حصص البنزين المدعوم لمالي السيارات الخاصة، 50 ليتراً إلى 110 ليترات، لمناسبة رأس السنة الفارسية.