حقق الأكراد أمس تقدماً لافتاً في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية وطردوا القوات النظامية من عدد من أحيائها، في نكسة لجهود حكومة دمشق الساعية إلى الحفاظ على وجود لها في المنطقة التي تقع على الحدود مع تركيا والعراق. وعلى رغم ذلك، واصلت روسيا اتصالاتها مع الطرفين لوقف «معركة كسر العظم» بينهما. ولاحت، في غضون ذلك، بوادر معركة جديدة في الشمال السوري، وسط معلومات عن هجوم وشيك تستعد فصائل من «الجيش الحر» لشنه على مدينة جرابلس، بهدف طرد «داعش» منها وإغلاق آخر منفذ حدودي للتنظيم مع تركيا. ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن قيادي في المعارضة السورية أن مئات المقاتلين من «الجيش الحر» يستعدون لاستعادة جرابلس من قبضة «داعش»، في خطوة من شأنها أن تحد من آمال الأكراد بتوسيع سيطرتهم في المنطقة. وقال القيادي إن المقاتلين المنتمين إلى جماعات تدعمها أنقرة يستعدون لشن هجوم على جرابلس من داخل تركيا في غضون أيام. يأتي ذلك بعد أيام على نجاح «قوات سورية الديموقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد في طرد «داعش» من منبج، المعقل الأساسي للتنظيم في محافظة حلب. وكان متوقعاً أن تواصل هذه القوات طرد «داعش» من بقية أرجاء المحافظة، ولكن بدل اتجاهها شمالاً نحو جرابلس، صوّبت بوصلتها نحو ريف منبج الجنوبي. وقد يكون ذلك نتيجة تحفُّظ تركيا عن تمدُّد الأكراد على طول حدودها مع سورية ووصلهم منطقة كوباني (عين العرب) بإقليم عفرين (شرق الفرات وغربه). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن اشتباكات «متفاوتة العنف» تدور بين «قوات سورية الديموقراطية» و «داعش» في ريف منبج الجنوبي، حيث سيطر الطرف الأول على 8 قرى، متقدماً بذلك نحو بلدة الخفسة قرب الضفاف الغربية للفرات بريف حلب الشرقي. وتحدّث عن مقتل 12 من عناصر «داعش» في الاشتباكات، لافتاً إلى أن «عشرات العائلات» ومن ضمنها أسر عناصر وقادة في «داعش» انسحبت من الخفسة إلى مدينة الرقة، العاصمة الفعلية للتنظيم في سورية. وقد يكون ذلك مؤشراً إلى أن التنظيم يستعد لإمكانية خسارته ريف حلب الشمالي والشرقي بالكامل، وإغلاق رئته الخارجية الأخيرة مع تركيا. في غضون ذلك، أوردت وكالة «فرانس برس» أمس أن اشتباكات دارت ليل السبت - الأحد في مدينة الحسكة، وسط تقدُّم للمقاتلين الأكراد في مواجهة قوات النظام بعد ساعات على اجتماعات عُقِدت برعاية روسية للتوصُّل الى تهدئة. وأشارت إلى تقدُّم «وحدات حماية الشعب» الكردية في جنوبالمدينة، تحديداً في حي النّشوة، فيما تحدّث «المرصد السوري» عن اشتباكات عنيفة على محاور عدة في المدينة وتقدُّم للأكراد في حي الزهور جنوباً. وتأتي تلك التطورات بعد اجتماعات منفصلة عقدها عسكريون روس مع الطرفين في مدينة القامشلي في محاولة للتوصُّل الى تهدئة، كما قال مصدر حكومي ل «فرانس برس». وتحدّث موقع «المصدر» الإخباري القريب من الحكومة السورية عن «فشل المفاوضات» بين الطرفين. لكن مصادر أخرى أوردت معلومات عن اتفاق تحقّق لوقف الأعمال القتالية في الحسكة، ومن بنوده: - الاتفاق على سريان وقف النار منذ الساعة 5 مساء (أمس). - إجلاء الشهداء والجرحى ونقلهم الى مشافي القامشلي. - إعادة النقاط العسكرية الى ما كانت عليه قبل اندلاع الاشتباكات. - العودة الى طاولة المفاوضات غداً (اليوم) في مطار القامشلي في حضور ممثلين عن كل الأطراف بالإضافة إلى حضور إيراني وروسي. إلى ذلك، نقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن الناطق باسم «حركة أحرار الشام الإسلامية» أبو يوسف المهاجر توعّده القوات النظامية السورية بمعركة في حلب «خلال الساعات المقبلة»، قائلاً إن النظام خسر 700 من عناصره ولم يتمكن من استعادة أي من الأراضي التي خسرها خلال معارك جنوب غربي حلب.