وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، تهديداً صريحاً لسورية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي سيدمر دفاعاتها الجوية في حال اعترضت هذه طائرات إسرائيلية تقصف قافلة تهريب أسلحة إلى «حزب الله»، كما حصل فجر الجمعة الماضي، مؤكداً في الوقت ذاته أن إسرائيل ليست معنية بأن تتدخل في الحرب الأهلية، «وبالتأكيد ليس باحتكاك مع الروس (في الأراضي السورية)». وأضاف ليبرمان لدى تفقده قاعدة عسكرية وسط إسرائيل أن «الجيش الإسرائيلي لا يتحرك خارج سياقه، لكن إذا تحرك فثمة سبب حقيقي لذلك. لسنا معنيين بالتدخل في الحرب الأهلية في سورية. نحن لسنا مع الأسد ولا ضده، وبكل تأكيد لسنا معنيين بأي احتكاك مع الروس». وأردف أن المشكلة الكبرى هي في نقل أسلحة نوعية من سورية إلى لبنان «وعليه وفي كل مرة نرصد نقل أسلحة تكسر التوازن فإننا سنتحرك لاعتراض عملية نقلها. لا مساومة في هذه المسألة». وتابع أنه «في المرة المقبلة، وفي حال اعترض الدفاع الجوي السوري طائراتنا فإننا سندمر منظومات الدفاع الجوي كلها من دون أن نتردد أبداً». وزاد: «على السوريين أن يفقهوا أنهم المسؤولون عن تهريب أسلحة إلى حزب الله، وإذا ما واصلوا ذلك، فسنواصل التصدي لها والقيام بما هو مطلوب منا، مع تأكيدي مرة أخرى بأننا لسنا معنيين بأن نشارك في الحرب ولا المواجهة مع روسيا بالمرة، لكن أمن إسرائيل فوق كل شيء». واعتبر وزير النقل يسرائيل كاتس إطلاق الدفاع الجوي صواريخ على الطائرات الإسرائيلية التي غارت على أهداف في سورية فجر الجمعة الماضي «تطوراً مهماً جداً». وقال للإذاعة العسكرية أمس: هاجمنا في سورية قافلة أسلحة لحزب الله ولن نسمح للأسد بتجاوز الخطوط الحمر من خلال تزويد حزب الله بأسلحة أو إرسال قوات معادية إلى حدودنا في الجولان. وإذا ما كان يعتبر نفسه صاحب السيادة فليتحمل المسؤولية». وتابع أن إسرائيل أوضحت للجميع أنها لن تسمح بنقل أسلحة إلى لبنان. وزاد أن الوضع في سورية معقد للغاية، «إذ يحظى النظام بدعم روسيا وذلك نتيجة السياسة الخاطئة التي انتهجتها الولاياتالمتحدة في السنوات الأخيرة، ما أتاح لإيران موطئ قدم لتواصل سعيها لتحويل سورية إلى محمية شيعية ولخلق هلال شيعي يمتد من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق وسورية... هذا خطر كبير وعلينا التحرك على مختلف المستويات لمنع حصول ذلك». إلى ذلك، توقفت وسائل الإعلام العبرية عند الاعتراف الإسرائيلي الرسمي لأول مرة بأن طيرانها الحربي قصف أهدافاً في سورية، وأشارت إلى أن مرد الاعتراف هو الدوي الذي خلّفه اعتراض صاروخ «حيتس2» الإسرائيلي الصواريخ السورية التي اعترضت الطائرات الإسرائيلية وإطلاق صفارات الإنذار في منطقة غور الأردن والقدس. وقال معلق الإذاعة العسكرية إن استخدام «حيتس» للمرة الأولى «أزال تماماً لعبة الضبابية التي لعبها الجميع... وهذا له مغزى كبير، إذ حافظ الجميع حتى الآن على قواعد اللعبة التي كانت مريحة لجميع اللاعبين». وأضاف أن السؤال الآن يتعلق بسلوك الروس «وكيف سيردون على ما حصل وهل سيقومون من اليوم فصاعداً بتزويد السوريين بمعلومات وإنذار عن قصف إسرائيلي، وهل يكونون فعالين هم أيضاً في الاعتراض، على نحو ينذر بتضييق هامش تحرك سلاح الطيران الإسرائيلي». على صلة، كتب المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان أن الروس، ومن خلال استدعائهم السفير الإسرائيلي في موسكو على عجل، إنما يبثون قلقاً وغضباً غير عاديين. وعزا ذلك إلى احتمال أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سمع من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خلال لقائهما الأسبوع الماضي في موسكو كلاماً مغايراً لسلوك إسرائيل ميدانياً، محذراً من مغبة اندلاع أزمة سياسية بين البلدين. وأضاف فيشمان أن الاعتراف الإسرائيلي بالهجوم يعتبر خرقاً لمعادلة اتبعتها إسرائيل بأن لا تعلن عن هجمات كهذه كي لا تحشر العدو في الزاوية وتلزمه على الرد حتى بثمن مواجهة شاملة. وتابع متسائلاً عما إذا كان هناك «شخص ما» في إسرائيل قرر تغيير المعادلة ليعيد الملف الأمني إلى صدارة العناوين، في إشارة كما يبدو إلى نتانياهو الساعي لإبعاد الإعلام عن الانشغال بملفات فساده. وزاد أن إسرائيل لن تكون قادرة عن النزول عن السلم كي لا تبث ضعفاً «ويُقذف بمصالحها جانباً وهي المصرّة على التوضيح بأنها لن تقبل بأية تسوية في سورية من دون مشاركتها فيها. وزاد أن مثل هذا الضعف سيقرّب الإيرانيين إلى الجولان ويصبح نقل الأسلحة إلى لبنان كالسيلان. وأردف أنه في حال رفضت سورية بدورها النزول عن السلم وواصلت تهديد حرية الحركة للطيران الإسرائيلي في سمائها ضد قوافل الأسلحة لحزب الله فإن المواجهة مع الجيش السوري وليس فقط في الجولان إنما في عمق سورية حتمية».