نفت إسرائيل بياناً للجيش النظامي السوري عن أنه أسقط فجر أمس طائرة حربية إسرائيلية خلال اعتراضه أربع طائرات قصفت أهدافاً في سورية، مشيرة الى أن الطائرات عادت إلى قواعدها بسلام وأنها لم تكن، ولا أي من مواطني إسرائيل، في مرمى الخطر. وكانت القيادة العامة للجيش السوري قالت في بيان اليوم الجمعة إن أربع طائرات عسكرية إسرائيلية اخترقت المجال الجوي السوري في وقت مبكر أمس، وهاجمت موقعاً عسكرياً قرب تدمر وسط سورية. وأضافت: «يأتي هذا الاعتداء السافر إمعاناً من العدو الصهيوني في دعم عصابات داعش الإرهابية». وأكدت: «تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار». وأقر البيان الإسرائيلي بأن المضادات الأرضية السورية «أطلقت عدة صواريخ على مقاتلات من سلاح الجو، فتصدت لها الدفاعات الجوية الإسرائيلية واعترضت أحد هذه الصواريخ». وطبقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن صاروخ «حيتس (سهم) 2»، الذي تم إنتاجه لاعتراض صواريخ باليستية وليس مضادات أرضية، انطلق بسرعة هائلة نحو أحد الصواريخ السورية واعترضه في سماء الأردن وشمال القدس. وقالت أنه بفعل الصوت الهائل للصاروخ المعترض وسرعته، سُمعت صفارات إنذار في منطقة غور الأردنالمحتلة وصلت حتى منطقة القدس جنوباً. واعتبرت إسرائيل الحادث «الأخطر منذ ست سنوات»، رغم أن حادثة مماثلة وقعت في أيلول (سبتمبر) الماضي. ولفتت الإذاعة العامة إلى أن الدفاع الجوي السوري استخدم صواريخ أرض - جو روسية الصنع عمرها 35 عاماً هي «إس. ايه. 5». وشددت على أن الرد السوري يؤشر إلى أن الرئيس بشار الأسد «قرر تغيير سياسة رد الفعل السورية وفحص سلوك إسرائيل». ونقلت عن جهات أمنية إسرائيلية تأكيدها أن «إسرائيل لم تغير سياسة عدم التدخل في الحرب الأهلية في سورية «لكنها وضعت خطوطاً حمراً، وستتحرك لحماية مواطنيها في حال تم تجاوزها على نحو يؤدي إلى زعزعة الاستقرار من خلال نقل إرساليات أسلحة تعرضها للخطر». وكتب المعلق العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل أن «الحادث الخطير» الذي وقع صباح الجمعة بين تل ابيب ودمشق «يعكس كما يبدو محاولة من نظام الأسد لتغيير قواعد اللعبة غير الرسمية التي اعتمدها الجانبان في السنوات الخمس الأخيرة». وصرح: «هذا تطور خطر، رغم أن مؤشرات هذه المقاربة بادية في الأشهر الأخيرة، وفي الوقت الراهن لا يبدو أنها ستقود إلى مواجهة أوسع بين الجانبين. ميزان القوى العسكرية بين القوات العسكرية لكل من إسرائيل وسورية واضح وعليه ثمة شك في أن تكون سورية معنية بجر إسرائيل إلى حرب من شأنها أن تطمر كل إنجازات النظام في الأشهر الأخيرة». وتابع أن الجديد في حادثة أمس يتعلق بالرد الإسرائيلي وتفعيل منظومة «حيتس» بعد أن تبين أن من شأن الصاروخ السوري أن يسقط داخل إسرائيل وقد يسبب سقوطه تعريض حياة الناس للخطر». وأردف أن إطلاق المضادات الأرضية جاء ليؤشر لإسرائيل إلى أن سياسة ضبط النفس السورية على الهجمات الجوية الإسرائيلية لن تبقى كما كانت «ويبدو أن النجاحات الأخيرة التي حققها الأسد وفي مقدمها احتلال حلب، عززت الثقة النفسية لدى الديكتاتور». وقال أنه يتحتم على إسرائيل «أن تقرر ما إذا كانت الحاجة لاعتراض نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله تبرر في المستقبل أيضاً مخاطرة ممكنة بإسقاط طائرة حربية إسرائيلية وتطور الوضع إلى مواجهة أوسع مع سورية». ونقلت وكالة «بترا» عن محافظ إربد رضوان العتوم قوله إن «جسمين أسطوانيين سقطا صباح اليوم (أمس) الجمعة في محافظة إربد ولم يتسببا بأي إصابات». وأوضح العتوم في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن أحد الجسمين سقط في منطقة الحي الشرقي في مدينة إربد والآخر سقط ببلدة عنبة بلواء المزار الشمالي في أرض زراعية لأحد المواطنين وتسبب بأضرار مادية طفيفة. وأكد أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والدفاع المدني تتابع الموضوع، والتحقيقات جارية لمعرفة مصدريهما وأسباب سقوطهما، وسيتم نشر المعلومات المتصلة بهما لاحقاً.