أكد الكرملين أن موقف روسيا من التسوية في الشرق الأوسط ووضع الجولان «لم يتغير»، نافياً صحة أنباء عن اعتراض مقاتلات روسية طائرات إسرائيلية في أجواء سورية. وقال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف، إن موقف روسيا إزاء هضبة الجولان «ثابت ويتطابق مع قرارات مجلس الأمن». وفي رد على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أول من أمس في الكرملين، أن «الجولان سيبقى جزءاً من أرض إسرائيل»، قال بيسكوف إن مواقف روسيا حيال ملفات التسوية في الشرق الأوسط «لم تتغير» بعد التدخل في سورية. كما نفى صحة أنباء نشرتها صحف إسرائيلية عن أن زيارة نتانياهو ركزت على موضوع احتكاكات وقعت على الحدود السورية- الإسرائيلية، وأن مقاتلات روسية اعترضت تحركات طائرات إسرائيلية. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أفادت في عنوانها الرئيس أمس، بأن «الدافع الرئيس» لزيارة نتانياهو لموسكو أول من أمس كان «إطلاق قوات روسية وسورية النيران على طائرات إسرائيلية»، بالإضافة إلى اقتراب طائرة روسية من طائرات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية. وأضافت أن نتانياهو أوفد قبل شهر الرئيس رؤوفين ريبلين إلى موسكو لإطلاع الرئيس فلاديمير بوتين على الحادثتين، غير أن الأخير نفى علمه بهما. لكن أوساطاً قريبة من مكتب نتانياهو أبلغت الإذاعة العامة أن هذا الموضوع لم يكن الدافع الرئيس للزيارة، إنما وجوب مواصلة التنسيق مع روسيا في مسائل مختلفة. ونقلت الإذاعة العامة عن مصادر سياسية، أن قوات روسية أطلقت صاروخاً على طائرات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية «لكنها لم تهددها، لأن الإطلاق حصل بعد مغادرة الطائرات». وأضافت أنه في حادثة أخرى «اقتربت طائرة روسية من طائرة حربية إسرائيلية كانت تقوم بعمل عسكري قبالة السواحل السورية، لكن لم تحصل مواجهة بل عادت الطائرة الروسية إلى قواعدها». وأفاد المراسل السياسي للإذاعة العامة، بأن المصادر السياسية أكدت أن الهدف الرئيس من الزيارة هو «ضمان أكبر درجة من التنسيق، وأنه لأجل ذلك اصطحب نتانياهو معه قائد سلاح الجو». وأضاف أن نتانياهو سيزور روسيا مرة أخرى، هي الرابعة خلال عام، في حزيران (يونيو) المقبل للاحتفال بمرور 25 عاماً على استئناف العلاقات بين البلدين. وكان نتانياهو أبلغ الصحافيين المرافقين له أن الزيارات المتتالية لموسكو تهدف أساساً إلى مواصلة «صون التنسيق على أعلى مستوى في البلدين». وقال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية رئيس معهد الأبحاث الاستراتيجية عاموس يادلين، إن الحذر الذي تتبعه إسرائيل لمنع الاحتكاك مع طائرات روسية في الأجواء السورية «مستوجب ومهم للغاية، لأن من شأن حادثة احتكاك واحدة لا يريدها أي من الطرفين أن تؤثر على العلاقات بين البلدين، كما حصل لتركيا مع روسيا». وأضاف في حديث إذاعي أنه لا يعتقد أن الهدف الرئيس للزيارة هو ما نشر عن تصدي طائرات روسية لطائرات إسرائيلية، إنما مسائل استراتيجية بالغة الأهمية للدولتين «في ظل دخول روسيا الفراغ الذي تركته الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، ومحاولتها إدارة الوضع فيه طبقاً لمصالحها». وأضاف: «في بعض المسائل، تتلاءم هذه المصالح ومصالحنا، لكنها تتعارض في غالبيتها، وهذه القضايا أهم من احتمالات وقوع حوادث جوية». وتابع أن نتانياهو ذهب إلى موسكو ليبحث أموراً أخرى تماماً، في مقدمها ملامح التسوية المستقبلية في سورية التي تسعى روسيا الى إرسائها، و «مستقبل النفوذ الإيراني في سورية واحتمالات حصول تمرير أسلحة من سورية إلى حزب الله، ثم ما هي الخطوط الحمر لإسرائيل، وما مستقبل الجولان، وقضايا جوهرية أخرى مثل المؤتمر الدولي الذي تعتزم فرنسا عقده عن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي نهاية الشهر المقبل». وزاد أن روسيا تدرك أنه عندما تحاول ترتيب الأمور في الشرق الأوسط «لا بد لها من أن تسمع موقف إسرائيل بصفتها لاعباً مركزياً وقوياً يجب أخذه في الحسبان».