بيّن الاستطلاع الذي أجراه "المعهد الإسرائيلي للديموقراطية" أن غالبية الإسرائيليين لا تؤيد سلب حق المواطنين العرب في المشاركة في اتخاذ قرارات مصيرية في قضايا أمنية وخارجية للدولة العبرية فحسب بل أنها تؤيد أيضاً (62 في المئة) اشتراط منح المواطنين العرب الحق في المشاركة في الانتخابات للكنيست (البرلمان) بإعلان ولائهم لإسرائيل "دولة يهودية وديمقراطية وصهيونية". لكن المعطى اللافت هو الذي أبرزته صحيفة "هآرتس" في أحد عناوينها الرئيسة اليوم بأن ثلث اليهود في إسرائيل يرون أنه في أوقات حرب أو تعرض إسرائيل إلى "أزمة أمنية خطيرة" ينبغي على الحكومة في إسرائيل أن تتصرف مع المواطنين العرب على غرار ما فعلته الولاياتالمتحدة مع مواطنيها اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية عندما زجت بهم إلى معسكرات اعتقال، تحسباً لقيامهم بمساندة العدو!. واعتبرت البروفيسور تمار هرمان، لدى تناولها نتائج الاستطلاع، المعطى المذكور خطيراً للغاية وكتبت أن العرب يُستثنوْن من المجموع الذي يحق له المشاركة في إبداء رأيه السياسي "وهناك إقصاء لهم، وهم بنظر غالبية اليهود طابور خامس". وأضافت أن اليهود يقولون اليوم أموراً "كانوا حتى الأمس القريب يخجلون بقولها على الملأ، فقط كانوا يتهامسون حولها". وشددت على أن الاستطلاع يؤكد أن الشرخ الأخطر الذي يواجهه المجتمع الإسرائيلي هو الشرخ اليهودي – العربي"وهو الذي يطغى على صورة إسرائيل الديمقراطية". وتابعت أن مثل هذا الإقصاء غير موجود في أية ديمقراطية أخرى في العالم، "علماً أننا بصدد مواطنين لا مهاجرين.. الاستطلاع يقول إنه باستطاعة أي مهاجر يهودي أن يؤثر على صنع القرار بعد يوم من وصوله إلى إسرائيل بينما مواطنون يعيشون في الدولة منذ عشرات السنين مقصوْن". ومن الآرقام الأخرى التي جاء بها الاستطلاع معارضة 70 في المئة من المستطلعين تعيين عرب في مناصب رفيعة في الدولة أو مشاركة أحزاب عربية ووزراء عرب في الحكومة.