إذا كنت تخرجت في إحدى الجامعات السعودية، وتوجهت إلى إحدى الجامعات العربية لإكمال الدراسات العليا فيها، لتعود حاملاً رسالتي الدكتوراه أو الماجستير، فإن تلك الشهادات ستبقى «حبيسة الأدراج»، لأن الشهادة «غير معترف بها» في الجامعات السعودية، التي ربما ترغب في التوظّف بإحداها. ولا يشعر عبدالله السبيعي الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة، بالحزن لأن وزارة التعليم العالي لا تعتمد أو حتى تعرف بشهادته. لكن الأمر الذي لا يستطيع أن يفهمه ويصيبه بالإحباط هو أنه يشاهد من درسوا معه في الجامعة ذاتها يتبؤون مناصب أكاديمية داخل الجامعات السعودية، على رغم أنهم تخرجوا في جامعة عربية واحدة. ويؤيد مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقاً الدكتور عبدالعزيز الدخيل، هذه النظرة السلبية تجاه المواطنين الذين يحملون شهادات مطابقة لما حصل عليها دكاترة من الجامعات ذاتها. إلا أنه لم يتم الاعتراف بشهاداتهم. لكنه يستدرك بالقول في تصريح ل«الحياة»: «يجب أن يكون التقويم على القسم الجامعي، وليس على الجامعة في شكل كامل». ويضيف أن «الجامعات العربية تتفاضل فيما بينها بالأقسام، وليس بالمجمل. وعلينا أن نأخذ في عين الاعتبار أن جامعة عربية في دولة ما، لديها قسم مميز يتفوق على آخر في جامعة أخرى». ويتوقف الدخيل، عن تحديد مستوى علمي للجامعات العربية، مطالباً بالنظر إلى التخصص «قبل كل شيء، لإجراء مقارنه». لكنه منح بعض الأقسام في عدد من الجامعات العربية «أفضلية وأولوية تتجاوز بها جامعات عريقة، مثل «هارفارد». ولفت إلى أنه «في بعض الأحيان قد ترفض جامعة محلية الطلبة الحاصلين على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعات عربية، على رغم وجود دكاترة غير سعوديين حصلوا على الشهادات ذاتها»، مبرراً ذلك بأنه «قد يكون رغبة في عدم تجمع عدد كبير من الدكاترة من جامعة واحدة في قسم واحد، ما يتسبب في عدم التنوع العلمي أو الفكري، ويقلل الفائدة من الاستفادة من الخبرات المتبادلة بين أعضاء هيئة التدريس». وأكد أن «التباين لا يوجد فقط بين الجامعات العربية، بل هناك فرق بين الجامعات الأميركية والبريطانية، إذ إن الأولى تهتم في الدراسات العليا، بإعطاء الدارس محاضرات يتجاوز عدد ساعاتها 60 ساعة. وهو ما يهم الجامعات السعودية. فيما لا نجد أن الطالب وأستاذه في الجامعات البريطانية يدور بينهما نقاش طويل، بل يقتصر على الجوانب البحثية. وهو ما لا يتطلبه التعليم الجامعي الذي يحرص على الحوار والتفاعل داخل القاعات». وأقر الدخيل، ب«صعوبة» الاعتراف بالجامعات غير السعودية، مستشهداً بمحاولاتهم المستمرة إبان عمله رئيساً لمجلس أمناء جامعة الخليج، في «الحصول على اعترف من وزارة التعليم السعودية. ولم يتم الاعتراف إلا أخيراً، بل تجاوزه إلى أن قامت الوزارة بالابتعاث إلى الجامعة».