واصلت قوات المعارضة السورية تقدمها في ريف درعا جنوب البلاد قرب حدود الأردن واستولت أمس على تلة أخرى ضمن «معركة السيطرة على التلال»، في وقت قتل على الأقل 18 وجرح عشرات بغارة شنتها قوات الرئيس بشار الأسد على مدرسة في حلب شمالاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس ب «مقتل 18 مواطناً بينهم عشرة أطفال على الأقل قضوا نتيجة قصف الطيران الحربي مدرسة عين جالوت في حي الأنصاري الشرقي» في شرق مدينة حلب، مشيراً إلى «وجود جرحى بعضهم في حال خطرة». وقالت مصادر المعارضة إن «طيران النظام استهدف المدرسة بصاروخ فراغي حوالى الساعة التاسعة صباحاً في وقت تغص بالتلاميذ متعمداً ارتكاب المجزرة، بعدما أوهم الأهالي بتوقفه عن قصف المناطق المدنية في مدينة حلب بناء على وعود كاذبة أطلقها قبل يومين، ما دفع الأهالي إلى إرسال أبنائهم إلى المدارس لاستكمال عامهم الدراسي». ويأتي هذا القصف مع جملة من الخروقات التي يقوم بها النظام عقب ما سمي «اتفاق الكهرباء» الذي تم توقيعه قبل يومين مع فصائل عسكرية على رأسها «جبهة النصرة»، وقضى بإيقاف القصف على المدينة من جميع الأطراف وتحييد المدنيين في مقابل إعادة وصل الكهرباء إلى كل أحياء المدينة. في غضون ذلك، قال قائد «جيش المجاهدين» المقدم محمد عبدالقادر لموقع «كلنا شركاء» إنه «تم تحرير خمسين في المئة من الراموسة وكامل سوق الجبس وصالات الليرمون وجبل الشويحنة والجزيرة»، وأضاف: «أن العمل جار لتحرير مبنى الاستخبارات الجوية وإيقاف الرتل المتقدم في الشيخ نجار باتجاه السجن ونقاط أخرى». وأفاد «المرصد» بأن قوات النظام مدعمة ب «قوات الدفاع الوطني» ومقاتلي «حزب الله» اللبناني سيطرت على منطقة البريج، المؤدية إلى ريف حلب الشمالي. وكان الطيران شن أمس غارتين على محيط مدرسة المشاة ومحيط سجن حلب المركزي، كما قصف الطيران المروحي ب «البراميل المتفجرة» مناطق في بلدة فافين وقرية بابنس ومنطقة مناشر الحجر في الشيخ نجار التي شهدت مواجهات عنيفة. وفي دمشق، قصفت القوات النظامية مناطق في مدن دوما وعربين شرق العاصمة والزبداني على حدود لبنان، وسط اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على أطراف مدينة دوما، كما سقطت صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض على أطراف بلدة المليحة، وفق «المرصد». وبين دمشق وحدود الأردن، استمرت الاشتباكات في محيط تل عشترة والجموع، وسط تقدم لقوات «الجيش الحر» في تل عشترة و «معلومات عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية». كما ألقى الطيران المروحي المزيد من «البراميل المتفجرة» على مناطق في بلدة نوى التي كانت قوات المعارضة رفعت الحصار عنها بعد تقدمها في ريف درعا، وفق «المرصد». وفي حمص في وسط البلاد، سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على منطقة في حي الوعر في مدينة حمص. وقال «المرصد» إن أكثر من مئة شخص على الأقل غالبيتهم من المدنيين قتلوا في التفجيرين اللذين استهدفا حياً يقع تحت سيطرة النظام السوري في حمص وتبنتهما «جبهة النصرة» أمس. وخلف الهجوم أكبر عدد من القتلى في حمص منذ بداية النزاع قبل ثلاثة أشهر، ويعتبر تصعيداً من جانب المقاتلين المعارضين قبل شهر من الانتخابات الرئاسية. وجاء الهجوم المزدوج بينما تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة على المعاقل الأخيرة لمقاتلي المعارضة في حمص. وقال «المرصد» إن الهجوم المزدوج أوقع مئة قتيل من بينهم قرابة 80 مدنياً وعشرات الجرحى في حي تسكنه غالبية من العلويين. وكان المرصد أشار مساء الثلثاء إلى سقوط 51 قتيلاً، وأكثر من 70 جريحاً. وقالت «النصرة» في بيان نشرته مواقع إسلامية إنها تمكنت من تحقيق «اختراق أمني ضخم (...) حيث تم ركن سيارتين مفخختين في الشارع الرئيسي الذاهب إلى داخل حي العباسية النصيري»، في إشارة إلى الغالبية العلوية التي تقطن الحي. وأضافت: «تم تفجير السيارة الأولى لتوقع الكثير من القتلى في صفوف الشبيحة، إضافة إلى الأضرار المادية الضخمة، فتجمع من تجمع في المكان من أجل عمليات الإنقاذ وإسعاف الجرحى (...) ولم يستفيقوا من هول الضربة حتى جاء التفجير الثاني مزلزلاً أوكارهم ليشكل الضربة القاضية على من نجا من التفجير الأول». وأوضحت أن السيارتين «كانتا مركونتين بطريقة توقع أكبر نكاية ممكنة في صفوفهم وليذوقوا شيئاً مما أذاقوه لأهلنا». ولا يزال مقاتلو المعارضة يسيطرون على بعض الأحياء في وسط المدينة، والتي يحاصرها النظام منذ حوالى عامين. في غرب البلاد، سمع دوي انفجارين عنيفين في المنطقة القريبة من الشيخ ضاهر في مدينة اللاذقية، في وقت استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية المقاتلة بصواريخ غراد مواقع القوات النظامية في خربة باز وكتف الصهاونة في محيط جبل الأكراد وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية. وقال قائد «جيش المجاهدين» إن «وقف الدعم عن جبهة الساحل جرى بقرار دولي»، وإن مقاتلي المعارضة في حلب فتحوا معارك في شمال البلاد ل «التخفيف» عن المعارضة في «معركة الساحل».