بعد حملة قصف استمرت 3 أيام وأدت إلى مقتل مدنيين وتدمير ممتلكات، نجحت ميليشيات متشددة تابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، في اقتحام مقر حكومة الإنقاذ الوطني المنافسة لها، برئاسة خليفة الغويل وأجبرته على مغادرة المكان بعد إطلاق النار عليه، ما أسفر عن إصابته بجروح. وسيطر القائدان الميدانيان عبدالغني الككلي وهيثم التاجوري وآخرون متحالفون معهم، على مجمع قصور الضيافة المعروف ب «ريكسوس» في العاصمة طرابلس، واستعانوا بالدبابات لاقتحام أسواره الخارجية، بعد اشتباكات عنيفة امتدت إلى أنحاء عدة في العاصمة، منذ ليل الإثنين الماضي. وأقدم مسلحون على إحراق مقر قناة «النبأ» التلفزيونية الموالية لحكومة الإنقاذ، ما أدى إلى انقطاع بثها. كما ضُرب مستشفى الأخضر خلال الاشتباكات، ما استدعى طلب العاملين فيه مغادرته. وعلى إثر انسحابه مصاباً من مقره الرسمي، أصدر الغويل بياناً أكد فيه أن حكومته لم تحرك قواتها في شكل يهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم. واتهم «ميليشيات حكومة الوصاية» (السراج) ب «افتعال أحداث اليومين الماضيين، لتحميل مصراتة اللوم وتهييج الشارع الطرابلسي ضد المدينة وأبنائها». وشدد على أن حكومة السراج لا تتمتع بأي صفة قانونية وأن امتناعه عن التصعيد مرده الحرص على أمن العاصمة. أتى ذلك في وقت قرر اجتماع للقادة الميدانيين في مصراتة إرسال قوة إلى طرابلس لضبط الأمن، الأمر الذي أثار مخاوف من تصعيد خطر في إطار صراع نفوذ بين جماعات متنافسة من طرابلس ومصراتة. وأفادت «رويترز» بأن مقاتلي ميليشيات «كتيبة الأمن المركزي - أبو سليم» المتحالفة مع حكومة الوفاق انتشروا خارج مجمع فندق «ريكسوس» الذي هدمت بواباته بالدبابات. ولم تتوافر معلومات عن عدد الضحايا، لكن سكاناً قالوا إن فتاةً تبلغ من العمر 14 سنة، توفيت نتيجة قذيفة أصابت غرفة نومها خلال الاشتباكات. واستهدفت صواريخ وقذائف مباني مكاتب وفنادق بارزة قرب الساحل الغربي لطرابلس، كما اندلع حريق في قسم طب الأطفال في مستشفى كان تحت حماية حكومة الإنقاذ. وألغيت الدراسة في مدارس طرابلس نتيجة العنف. واندلعت ألسنة النار من مكاتب قناة النبأ التي سبق أن تعرض مقرها لهجوم، بالتزامن مع وصول قادة حكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس. ولدى محاصرتهم مقر حكومة الإنقاذ، طلب المسلحون ممن في داخل فندق «ريكسوس» وقصور الضيافة الخروج من ممر يؤدي إلى طريق الهضبة ومنطقة صلاح الدين. وسيطر مسلحون تابعون لحكومة الوفاق على مناطق حي الأندلس وقرقارش وغوط الشعال وقرجي ومصنع التبغ وتواصلت الاشتبكات في منطقة السياحية لسعي المسلحين إلى السيطرة على مقر الاستخبارات في الريقاطة التابع لقيادي ميداني يعرف باسم مصطفى نوح. ونجحت حكومة الوفاق في شراء ذمم مسلحين لكسب ولائهم، ووضعتهم في مواجهة مع آخرين رفضوا التسليم بها. وتعاني طرابلس من أزمة سيولة حادة وفوضى أمنية منذ دخول حكومة السراج إليها.