سيطرت جماعات مسلحة متحالفة مع حكومة «الوفاق الوطني» المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس على مجمع كان يشغله رئيس حكومة «الإنقاذ الوطني» المعلنة من جانب واحد خليفة الغويل، بعد قتال عنيف امتد إلى مناطق عدة في العاصمة الليبية في الساعات الأولى من اليوم (الأربعاء). واحترق مقر قناة تلفزيونية موالية لحكومة «الإنقاذ الوطني» خلال القتال وانقطع بث القناة. وضُرب مستشفى خلال الاشتباكات. واندلع القتال أمس في ما يبدو نتيجة خلاف في شأن السيطرة على بنك في حي الأندلس غرب طرابلس قبل أن يتحول إلى صراع نفوذ بين الجماعات المتنافسة من طرابلس ومن مدينة مصراتة الساحلية وبين جماعات منحازة لحكومة «الوفاق الوطني» وحلفائها. وتخضع طرابلس لسيطرة عدد من الجماعات المسلحة التي كونت مناطق نفوذ محلية وتتنافس على السلطة منذ انتفاضة 2011. واستمرت أحدث موجة من القتال أمس في غرب طرابلس قبل أن تمتد إلى الأحياء الجنوبية في المساء. وتسنى سماع دوي تبادل كثيف لإطلاق النار وانفجارات بصورة غير معتادة في وقت متأخر من الليل وانتشرت دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى في الشوارع. وبحلول اليوم كان حراس كتيبة الأمن المركزي في منطقة أبو سليم المتحالفة مع حكومة «الوفاق الوطني» يقفون خارج مجمع فندق «ريكسوس» الذي اتخذه رئيس حكومة «الإنقاذ الوطني» مقراً لحكومته. وقال مراسل إن إحدى بوابات المجمع هدمت وإن مقاتلي الكتيبة أمنوا الطرق المحيطة بالمجمع. ولا توجد معلومات عن عدد الضحايا لكن سكان قالوا إن فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً على صلة قرابة بهم قتلت نتيجة لاستهداف مبنى سكني خلال الاشتباكات. واستهدفت صواريخ وقذائف مباني مكتبية وفندقية بارزة قرب الساحل الغربي لطرابلس وكذلك مستشفى في حي أبو سليم واندلع حريق في قسم طب الأطفال. وألغيت الدراسة في مدارس وسط طرابلس اليوم نتيجة العنف. ولا تزال مكاتب قناة «النبأ» التي انقطع بثها التلفزيوني مشتعلة حتى الساعات الأخيرة من صباح اليوم. وليس واضحاً الجهة التي شنت الهجوم. وكانت القناة توقفت عن البث لأسابيع عدة في نهاية آذار (مارس) العام الماضي عندما تعرض مقرها إلى هجوم بالتزامن مع وصول قادة حكومة «الوفاق الوطني» إلى طرابلس. بعد ذلك عاودت حكومة الإنقاذ الوطني ومؤيدوها المسلحون الظهور بينما تكافح حكومة الوفاق الوطني لفرض سلطتها واندلعت عدة جولات من القتال العنيف بين الجماعات المسلحة المؤيدة للحكومة المدعومة من الأممالمتحدة والجماعات المعارضة لها. وتعاني طرابلس من أزمة سيولة حادة وغالباً ما تكون البنوك بؤر توتر وتندلع بسببها أعمال العنف. والأسبوع الماضي سب حريق في مقر بنك عمان بعد اندلاع القتال خارج المبنى.