برشلونة (إسبانيا) – أ ب، أ ف ب – أدلى سكان إقليم كاتالونيا في إسبانيا أمس، بأصواتهم لانتخاب أعضاء برلمانهم وحكومتهم، في اقتراع يُتوقع ان يُلحق هزيمة بالاشتراكيين الحاكمين في المنطقة وفي مدريد، وأن يشكل نذيراً بانتكاسات أخرى في انتخابات مقبلة. ودُعي حوالى 5.3 ملايين كاتالوني الى الاقتراع، فيما توقعت استطلاعات الرأي في الإقليم الواقع شمال شرقي إسبانيا، فوز ائتلاف «كونفرخنسيا اي يونيو» اليمين القومي واحتمال حصوله على الغالبية المطلقة من المقاعد ال135 في البرلمان، متقدماً الحزب الاشتراكي الكاتالوني المتفرّع عن الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. وستشكّل الهزيمة المتوقّعة للاشتراكيين في كاتالونيا، وهي منطقة صناعية تعدّ سبعة ملايين نسمة وتعاني ركوداً اقتصادية بسبب الأزمة في البلاد، تصويتاً عقابياً للاشتراكيين الحاكمين في كاتالونيا منذ عام 2003، ولحكومة ثاباتيرو بسبب سياسة التقشف التي تنتهجها في مواجهة الأزمة الاقتصادية. ومن شأن ذلك ان يضع حداً لسبع سنوات من حكم اليسار، وتعيد الى الحكم القوى القومية التي هُزمت عام 2003 بعد توليها الحكم 23 سنة، كما قد يشكّل مؤشراً الى ما ستسفر عنه الانتخابات الإقليمية والبلدية عام 2011، وتلك الاشتراعية عام 2012. وكاتالونيا، وعاصمتها برشلونة، هي إحدى الأقاليم ال17 التي تتمتع بحكم ذاتي في إسبانيا، وتُعرف بقوتها الصناعية وازدهارها، اذ توفّر خمس الإنتاج في البلاد، كما تتمتع بلغة خاصة بها وثقافة قديمة. وسعى الكاتالونيون منذ زمن بعيد، الى الاستقلال عن اسبانيا، لكنهم سيُعربون في هذا الاقتراع، عن خيبة أملهم من أسلوب تعاطي ثاباتيرو مع الأزمة الاقتصادية.وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «أوبينا» أخيراً، ان 42 في المئة من الكاتالونيين يؤيدون الاستقلال، بزيادة 12 نقطة عن عام 2003. ومُنيت كاتالونيا بنكسة في حزيران (يونيو) الماضي، اذ خفّفت المحكمة الدستورية العليا من وقع تشريع جديد تعهّد به ثاباتيرو، ويمنح الاقليم درجة أكبر من الحكم الذاتي، لكنه يرفض سعيه الى اعتبار ذاته «أمة»، وهذا وصف رأت المحكمة انه ينطبق فقط على إسبانيا.