تحظى لينا (18 سنة) بشهرة واسعة في أوساط الاطفال والمراهقين الذين يسكنون الى جوارها. يشيرون اليها بأصابع اليد على أنها نجمة ديزني المفضلة لديهم فانيسا هادغينز. تبتسم لهم، وتقاسمهم الفرحة بإيجاد نجمتهم المفضلة من لحم ودم. هم يدركون أن لينا ليست فانيسا بل شبيهتها، كونها تتواجد كثيراً في مكان سكنهم، لكنهم يصدقون أعينهم، ويتصرفون معها كما لو أنها فانيسا الحقيقية. يرون فيها صورة نجمتهم المفضلة. شعرها، فمها، عيناها، ابتسامتها العريضة. ولا يكفون عن مناداتها فانيسا. وجوه كثيرة تذكر الناظرين اليها بشخصيات عرفوها وألفوها، وتشير الى أن الملامح يتقاسمها الكثير من البشر على قاعدة «بيخلق من الشبه أربعين». ويتماهى البعض بسلوكيات شبهه تحقيقاً لموقع اجتماعي أو شهرة محلية ما كان ليحصل عليها لولا الشبه الخلقي بنجوم وسياسيين. اختبرت لينا الشهرة من غير أن تدخل عالم الضوء. باتت نجمة ديزني المحلية بفضل شبه لم تتدخل أبداً في صناعته. هي ليست أكثر من طالبة جامعية تدرس الطب البيطري في الجامعة اللبنانية. تجد سعادتها بعيون الأطفال، وتحدث أصدقاءها عن تجربتها مع الصدفة ومع معجبيها. «لو لم تكن فانيسا نجمة أفلام ديزني، لكنت فتاة عادية بعيون ابناء الحي»، تقول لينا، مشيرة الى حادثة «غريبة» صادفتها، حين طلبت احدى الأمهات صورة تذكارية لطفليها معها، بعد أن اقنعتهما بأن التي يشاهدونها امامهم، هي فانيسا هادغينز. وبررت الأم طلبها باعتبار هذه الصورة «تعويضاً عن رحلة مستحيلة الى عالم ديزني لالتقاط صورة حقيقية مع فانيسا». شبه لينا بفانيسا، لم تشاهده بعيون الأطفال فحسب. فقد كان لافتاً اهتمام مصور أوروبي بها، طالباً منها التقاط صورها بصفتها شبيهة نجمة ديزني. وتعرب لينا عن سعادتها بوجود وجه شبه بينها وبين هادغينز التي دأبت على مشاهدتها منذ الصغر، لكنها تخجل احياناً، وخصوصاً في الجامعة، جراء تعليقات الأصدقاء، فتعمد الى تغيير تسريحة شعرها منعاً لمناداتها باسم فانيسا على سبيل النكات. وتؤكد حسن أنها لم تخضع لأية عملية تجميل، كما انها لم تتقصد اعتماد لوك فانيسا، على رغم أن الملامح تتشابه الى حد كبير. من جهته، يفرح محمد (19 سنة) فرحاً عارماً حين تناديه صديقاته ب «توم كروز». هذا التشبيه، يعني بالنسبة اليه اعترافاً بوسامته. فتوم كروز، من وجهة نظر الفتيات، نجم وسيم يعشقنه ويمتلك جاذبية كبيرة تؤهله للفت نظر الصبايا في الجامعة والشارع وعلى شاطئ البحر. على رغم ذلك، يؤكد الزين الذي يدرس ادارة الأعمال أنه لا يستثمر شبهه بتوم كروز للايقاع بالصبايا. «لا أحب استخدام الجمال لجذب فتاة أعجبتني، اذ أنني أمتلك وسائل فعالة أخرى لجذبهن، لكنني لا أنكر أن للوسامة دوراً كبيراً، خصوصاً أن الانطباع الأول يبقى الى الأبد». في البدء، كان تشبيهه بتوم كروز بمثابة «مبالغة». لم يكن يعرف نجم هوليوود بعد على الشاشة، فتقصد أن يبحث عن صوره على الانترنت للوقوف عند نقاط الشبه بينهما. وكان الزين يزداد شبهه بمعشوق الفتيات كلما تقدم في العمر. «من شدة ما ينادونني توم كروز، بتُّ مقتنعاً بأنني أشبهه، على رغم أن فارق العمر بيننا يصنع الاختلاف في الملامح. حين بدأ نضوج جسدي، صارت ملامحي تشبهه أكثر، وأعتقد أن الشبه سيتضاعف كلما تقدمت في العمر أو شارف عمري على الثلاثين». واذا كان تشبيه لينا ومحمد بالنجمين العالميين محصوراً بفئة عمرية شابة، فذلك يعود الى أن معرفة معظم اللبنانيين بنجوم هوليوود وديزني محصورة ضمن اطار محبي السينما والتلفزيون، غير أن الوضع يختلف مع جوانا (23 سنة) التي يشبهها أصدقاءها بالنجمة اللبنانية هيفاء وهبي. ولأن جوانا غير معجبة بالفنانين، سحبت صورها عن «الفايس بوك»، وغيرت اللوك الذي درجت على الظهور به. تقول: «غيرت تسريحة شعري فصرت اظهر بشعر ناعم وقصير، كيلا يشبهوني بهيفاء وهبي، على رغم أن هيفاء امرأة جميلة جداً، لكنني لا أحب تشبيهي بفنانات». وتقول جوانا أنها لو كانت تشبه امرأة أجنبية، ما كانت لتغير شكلها «لأن الأجانب غير معروفين كثيراً، بينما النجوم اللبنانيين يعرفهم معظم الناس». شبيهو نجوم السياسة والفن، مشغولون بردّ تحية الناس عليهم. يوزعون ابتسامات كما لو أنهم النجوم الحقيقيون. يعيشون التجربة مع الشهرة، ويدخلون تفاصيل عالم هم بمنأى عنه، كما أنهم يلجون اجواء النكات والمزاح، ويختبرون سعادة يشعر بها الأشخاص المعروفون. شهرة أكسبهم اياها الانتشار الاعلامي، لكن حياة النسخة طبق الأصل أكثر استقراراً... من النجوم الأصليين.