كثرت المؤشرات أمس وجود مساع أميركية لتحريك ملف عملية السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، فبعد اتصال هو الأول بين الإدارة الأميركية والفلسطينيين، سُجلت تحركات ديبلوماسية ولقاءات لتنسيق المواقف أجمعت على أهمية حل الدولتين وضرورة استئناف المفاوضات المتعثرة منذ أكثر من عامين. ويبدو أن هذه التحركات ليست بعيدة من تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، الذي قال أول من أمس في بيان صحافي هو الأول منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، إنه في ما يتعلق بعملية السلام، فإن الوزارة تعمل «عن كثب مع البيت الأبيض لتقويم الموقف الحالي... ولمحاولة ترتيب الخطوات التالية». وكانت أروقة الأممالمتحدة شهدت أول من أمس لقاء هو الأول بين السفيرة الأميركية نيكي هايلي والسفير الفلسطيني في المنظمة رياض منصور، دعت فيه المسؤولة الأميركية إلى استئناف المفاوضات المباشرة، مشيرة إلى أن بلادها تدعم عملية سلام حقيقية وحل الدولتين، وإن أشارت إلى وجود بدائل. عملية السلام كانت أيضاً في صلب لقاءات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في رام الله وتل أبيب، حيث شدد على أن بلاده ملتزمة حل الدولتين، داعياً الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على إزالة العقبات، في إشارة إلى العنف والاستيطان. ورد الرئيس محمود عباس بتأكيد «التزام الجانب الفلسطيني عملية السلام القائمة على مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لإقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية». تحرك ديبلوماسي مشابه شهدته عمان، حيث شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عقب لقائهما أمس، على حل الدولتين كخيار استراتيجي، وضرورة فتح أفق سياسي عبر إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة وفق جدول زمني.