التقى رؤساء أركان الجيوش الأميركية والروسية والتركية لتنسيق خطوات محاربة «داعش» في سورية والعراق، ومنع الصِّدام بين قوات الدول الثلاث وسط تراجع التنظيم أمام القوات النظامية السورية التي تدعمها موسكو و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية التي تدعمها واشنطن، في وقت قال سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي إن بلاده توسع أسطول الدعم العسكري لنقل جنود ومعدات أبعد من سورية. في الوقت ذاته، سعت موسكو إلى هدنة في غوطة دمشق التي تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية السورية (للمزيد). واجتمع أمس رئيس أركان الجيش الأميركي جوزف دانفورد مع نظيريه الروسي فاليري غيراسيموف والتركي خلوصي آكار في مدينة أنطاليا. وأفاد بيان للجيش التركي بأن الاجتماع يبحث في «قضايا مشتركة تتصل بالأمن الإقليمي، خصوصاً سورية والعراق»، في وقت يُحرز التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة تقدماً في دفع تنظيم «داعش» إلى الخروج من سورية، حيث تكثف أنقرة جهودها في محاربة المتطرفين. وعلى رغم دعمها قوى متباينة في النزاع السوري، فإن الدول الثلاث تتفق على محاربة تنظيم «داعش»، فيما لا يزال التوتر العسكري قائماً نتيجة معارضة تركيا مشاركة المقاتلين الأكراد السوريين في القتال ضده. وكانت أنقرة أعلنت أن مدينة منبج التي تسيطر عليها الآن «قوات سورية الديموقراطية» هي هدفها المقبل في حملتها العسكرية عبر الحدود السورية. وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على منبج منذ نجحت العام الماضي في طرد «داعش» منها، إلا أنها اشتبكت أخيراً مع فصائل مقاتلة تدعمها تركيا. وأفاد «مجلس منبح العسكري»، وهو جزء من هذه القوات، بأنه سلم قرى قرب منبج إلى القوات النظامية السورية لتجنب احتكاك مع تركيا. وسيطرت القوات النظامية أمس على بئر نفط شرق حمص ومحطة مياه في ريف حلب بعد تقدمها على حساب «داعش». وأبدت تركيا كذلك رغبتها في التعاون مع حلفائها للسيطرة على مدينة الرقة، معقل «داعش»، لكنها أوضحت أنها لن تقوم بأي عملية إلى جانب المقاتلين الأكراد. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن على تركياوالولاياتالمتحدة وروسيا التنسيق في شكل كامل لطرد الجماعات الإرهابية من سورية، وإن قادة أركان الدول الثلاث يعملون لمنع وقوع اشتباكات بين الأطراف المختلفة في سورية. وقال وزير الدفاع الروسي إن بلاده توسع في شكل عاجل أسطول الدعم العسكري ليشمل سفناً أكثر تطوراً وأطول مدى لتحسين قدرته على نقل الجنود والمعدات إلى أماكن أبعد من سورية. ويأتي هذا المسعى في أعقاب ضم الكرملين عام 2014 شبهَ جزيرة القرم والذي استخدم خلاله سفن إنزال عسكرية كبيرة الحجم لنقل المركبات المدرعة، وبعد تدخله في 2015 في سورية. كما يلقي الضوء على توسيع طموحات موسكو السياسية. وقال شويغو إن عملية سورية أبرزت في شكل كبير الحاجة إلى القدرة على نقل الجنود والمعدات بحراً بأعداد وكميات كبيرة. وأضاف: «لدينا مهمات جديدة... جهودنا الرئيسية يجب أن توجه إلى بناء سفن قادرة على نقل حمولات كبيرة وسفن أخرى متعددة الأغراض قادرة على تلبية حاجات القوات المسلحة في مناطق بحرية بعيدة». إلى ذلك، أفاد الجيش الروسي في بيان بإعلان وقف النار حتى 20 آذار (مارس) في الغوطة الشرقيةلدمشق، مضيفاً أنه لم يسجل «أي خرق» للاتفاق حتى الآن. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قصفاً استهدف دوما وحرستا في الغوطة الشرقية. في الوقت ذاته، أكد مصدر رفيع المستوى لصحيفة «الوطن»، المقربة من دمشق، أن ليس هناك «أي معلومات» حول اتفاق محتمل للهدنة في الغوطة الشرقية.