التقى رؤساء أركان جيوش تركياوالولاياتالمتحدةوروسيا لإجراء محادثات في أنطاليا جنوبتركيا يرجح أن تطغى عليها الخطوات القادمة في الحرب على متطرفي تنظيم «داعش» في سورية، في وقت قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن على الدول الثلاث التنسيق بشكل كامل لطرد الإرهابيين، وإن قادة أركان الدول الثلاث يعملون لمنع وقوع اشتباكات بين الأطراف المختلفة في سورية. والاجتماع الذي ضم رئيس أركان الجيش الأميركي جوزف دانفورد إلى جانب نظيريه الروسي فاليري غيراسيموف والتركي خلوصي آكار هو الأول من نوعه. وتأتي محادثاتهم في مدينة أنطاليا الجنوبية في وقت يحرز فيه التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة تقدماً في دفع تنظيم «داعش» إلى الخروج من سورية، حيث تكثف أنقرة جهودها في محاربة المتطرفين. ورغم دعمها لقوى متباينة في النزاع السوري، فإن الدول الثلاث تتفق على محاربة تنظيم «داعش»، فيما لا يزال التوتر العسكري قائماً نتيجة معارضة تركيا لمشاركة المقاتلين الأكراد السوريين في القتال ضده. وكانت أنقرة أعلنت أن مدينة منبج التي تسيطر عليها حالياً «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها لولايات المتحدة والتي يشكل المقاتلون الأكراد أكبر مجموعة فيها، هي هدفها المقبل في حملتها العسكرية عبر الحدود السورية. وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، على منبج منذ أن نجحت العام الماضي في طرد «داعش» منها، إلا أنها اشتبكت أخيراً مع فصائل مقاتلة تدعمها تركيا. وأفاد الجيش التركي في بيان: «يجري بحث قضايا مشتركة تتصل بالأمن الإقليمي، وخصوصاً سورية والعراق خلال الاجتماع»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. واستضافت أنطاليا في السابق عدد من اجتماعات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إضافة إلى قمة مجموعة العشرين عام 2015. ومن ناحيتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية عقد الاجتماع مشيرة إلى أن مباحثات «حول مسائل أمنية في سورية والعراق مدرجة» على جدول أعماله. يأتي الاجتماع الثلاثي بعدما أعلن رئيس الوزراء التركي مساء الإثنين أن بلاده لن تتمكن من إطلاق عملية للسيطرة على منبج في شمال سورية «من دون تنسيق مع روسياوالولاياتالمتحدة». ويتباين تصريحه الأخير مع تهديدات أنقرة السابقة بأنها ستضرب المقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم «إرهابيين»، في حال لم ينسحبوا من منبج. لكن الوضع في محيط هذه المدينة أصبح معقداً في الأيام الماضية مع نشر عسكريين أميركيين لضمان تركيز القوات المتنافسة في المدينة ومحيطها على محاربة تنظيم «داعش» بدلاً من الاقتتال في ما بينها. وأطلقت تركيا حملة عسكرية داخل سورية أواخر آب (أغسطس)، حيث دعمت فصائل من المعارضة السورية وتمكنت من طرد تنظيم «داعش» من عدة بلدات تقع قرب حدودها بينها جرابلس والراعي ودابق والباب. إلا أن الحملة التركية تهدف كذلك لوقف تقدم المقاتلين الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بأنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور. وأبدت تركيا كذلك رغبتها في التعاون مع حلفائها للسيطرة على مدينة الرقة، معقل التنظيم المتطرف في سورية، إلا أنها أوضحت بأنها لن تقوم بأي عملية إلى جانب المقاتلين الأكراد. وتتعاون كذلك مع روسيا في الشأن السوري رغم مواقفهما المتناقضة حيال مصير الرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو عسكرياً وسياسياً. وقال بن يلدريم إن على تركياوالولاياتالمتحدةوروسيا التنسيق بشكل كامل لطرد الجماعات الإرهابية من سورية وإن قادة أركان الدول الثلاث يعملون لمنع وقوع اشتباكات بين الأطراف المختلفة في سوريا. وقال يلدريم خلال مؤتمر صحافي في أنقرة إن خطر اندلاع اشتباكات سيظهر إذا لم يكن هناك تنسيق كامل.