«كنت أنتظر خروج والدي من المنزل لأعزف على آلة العود التي يستخدمها». عبارة يرددها دوماً العازف العراقي الشاب أوس سامي نسيم العازف الذي شق طريقه سريعاً في عالم الموسيقى وتعلم الكثير من والده عازف العود المعروف والأستاذ الذي خرّج أجيالاً من الموسيقيين. يقول أوس: «ولدت وفي أذنيّ صوت العود ودخلت مدرسة الموسيقى والباليه بعمر ست سنوات لكنني غادرتها بسبب بُعد المدرسة من منزلنا وانتظمت في المدارس العادية. عدت إلى دراسة الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية، بعدما خضعت للتدريب لمدة 15 يوماً على يد والدي استعداداً للاختبار الذي نجحت فيه واخترت دراسة العود الذي طالما عزفت عليه خلسةً، وأصبحت علاقتي به تشبه علاقة صديقين». درس العازف الموهوب على يد والده في المعهد ثلاث سنوات قبل أن يقرر تغيير أستاذه، بعدما أصبح عضواً في فرقة مؤيد بشير للعود. يقول: «في السنة الدراسية الرابعة درست عند مصطفى زاير واكتشفت خبرة مختلفة، ثم نصحني عمر منير بشير بالتخرج بآلة أخرى». نصيحة عمر أعطت ثمارها إذ إن أوس لم يكتفِ بالعود، بل درس «التشيللو» أيضاً، خصوصاً أن الآلة التي سحرته بشدة بعد العود تحتاج إلى ساعة واحدة من التمرين الأسبوعي، كما أن استخدامها قبل العود يمنح أنامله مرونة كبيرة. ألّف العازف الشاب 107 مقطوعات موسيقية لم يعطها أسماء، «لأن اسم المعزوفة يتغير بتغير الآذان التي تسمعها». ومن المقطوعات العربية والعالمية الكثيرة التي عزفها تبقى أقربها إلى نفسه مقطوعتان، الأولى «سماعي نهاوند» لمنير بشير والثانية «الكابريس الثاني» لجميل بشير. يقول: «إنهما الأقرب إلى روحي، كبير كما أن مقام النهاوند ذاته قريب جداً إلى روحي، لأنه يتطلب تقنية عالية، إذ إن 70 في المئة من المقام هو تكنيك والباقي يعتمد على الروحية». بعد تخرجه من المعهد، درس العازف الشاب في كلية الفنون الجميلة، ودرس آلة التشيللو في شكل أعمق في مركز الفن والسلام الذي يديره مايسترو الفرقة السيمفونية العراقية كريم وصفي. وهو يعزف الآن مع «فرقة بغداد للعود» التي كانت تحمل اسم «فرقة منير بشير للعود». يعمل نسيم في شكل مختلف عن الآخرين من أقرانه إذ إن أعضاء فرقته الخاصة «أوما» متغيرون، كما أن الآلات التي يعزفون عليها متغيرة. وهو يجري تدريبات خاصة لعازفين شباب يختار منهم 50 عازفاً سنوياً، وهذا العام سيختار العدد ذاته للعزف على الغيتار وتشكيل فرقة «أوما للغيتار»، بعدما نظم أكثر من عشرين حفلة لفرقة «أوما للعود» العام الماضي.