أدرجت إسرائيل «أسبوع الأبرتايد الإسرائيلي» الذي تنظمه منظمات مؤيدة للفلسطينيين في فرنسا الأسبوع المقبل، ضمن «اتساع ظاهرة معاداة السامية» في الولاياتالمتحدة وأنحاء اوروبا، واعتبره مسؤولون «تحريضاً على كراهية إسرائيل واليهود». وكثّفت إسرائيل ضغطها على الحكومة الفرنسية ومن خلالها على رؤساء تسع بلديات في انحاء فرنسا لحملهم على منع فعاليات «أسبوع الأبرتايد الإسرائيلي»، واتهمت حملة مقاطعة إسرائيل (بي دي اس) بقيادة النشاط. ونقلت الإذاعة العامة عن مسؤولين إسرائيليين وآخرين في الطائفة اليهودية في فرنسا مخاوفهم من ان «الفعاليات المناوئة لإسرائيل في أنحاء فرنسا الأسبوع المقبل ستقود إلى حوادث لا سامية». وقال مراسل الإذاعة في باريس إن «العلاقة بين معاداة السامية ومناهضة الصهيونية وإسرائيل تبدو في السنوات الأخيرة ظاهرة للعيان في فرنسا، وباتت التظاهرات ضد إسرائيل حوادث مناهضة للسامية ترجمت إلى المس بأفراد أو بكُنُس». وأضاف أن منظمي أسبوع الأبرتايد الذي ينطلق الاثنين المقبل، الرابع من الشهر الجاري، «يعملون على إكساب هذا الحدث حجماً فوق العادة، إذ يريدون إحياء ذكرى مرور مئة عام على المستعمرة (إسرائيل)، ومئة عام من الانتفاضة الشعبية من أجل العدالة»، في إشارة إلى مرور مئة عام على وعد وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 1917 بوطن قومي لليهود في فلسطين. وزاد ان المنظمين لا يكتفون بمؤتمرات ومعارض ومحاضرات «إنما تعمل حملة المقاطعة بي. دي. إس على تنظيم فعاليات استعراضية في تسع مدن في فرنسا، في مقدمها باريس». وقالت سفيرة إسرائيل في باريس عليزة بن نون إنه لا يمكن المرور مر الكرام على فعاليات «الهدف منها تشويه صورة إسرائيل، وقد تتحول الى إخلال بالنظام العام والتحريض على الكراهية والعنف تجاه إسرائيل والطائفة اليهودية في فرنسا». واضافت أنها بعثت برسائل إلى رؤساء البلديات التسع كما كتبت في رسائلها إلى رؤساء البلدات التي تستضيف الفعاليات. وطالبت بن نون رؤساء البلديات التسع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع هذه الفعاليات «التي تعتبر ممنوعة في ظل نظام الطوارئ الذي أعلنته فرنسا، فضلاً عن أن القانون الفرنسي يمنع تشجيع المقاطعة». ورداً على سؤال هل ينتاب الخوف يهود فرنسا، قالت: «ليست مسألة خوف، لكن واجبنا التحذير المسبق من أبعاد فعاليات معادية كهذه تطرح الرواية الفلسطينية وتشكك في حق إسرائيل في الوجود وتتناول قضايا مثار جدل واسع». وزادت أن الدعوات الى حضور الأسبوع تتضمن صوراً لفلسطينيين يحلمون الحراب والبنادق، و»هذا ما لا يمكن السكوت عليه». وأشارت إلى احتمال وقوع مواجهات بين «مؤيدين للفلسطينيين وآخرين مؤيدين لإسرائيل داخل الجامعات»، وأقرت بأن حملة المقاطعة تتمتع بنفوذ كبير في الجامعات، ما يصعّب علينا إقناع إداراتها بإلغاء الفعاليات». وتأتي الضجة هذه في خضم احتجاجات إسرائيلية واسعة على ما تصفه الدولة العبرية «معاداة السامية». وأفردت وسائل الإعلام العبرية الأسبوع الجاري مساحات واسعة عددت فيها حوادث ضد اليهود في الولاياتالمتحدة وأرجاء اوروبا، وهو ما حمل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على دعوة «جميع زعماء العالم، خصوصاً قادة دول اوروبا، لإدانة معاداة السامية بشكل لا لبس فيه، مثلما فعل الرئيس دونالد ترامب».