علمت «الحياة» أن شركات الأسمنت رفعت طلباً إلى المجلس الاقتصادي الأعلى لرفع الحظر عن تصدير الأسمنت، فيما توقّع مستثمرون في صناعة الأسمنت نمو مبيعات الأسمنت خلال الربع الرابع من العام الحالي ومطلع العام المقبل بأكثر من 20 في المئة، على رغم ارتفاع حجم المخزون لدى المصانع الذي تجاوز 10 ملايين طن، والذي تسبب في خسائر كبيرة للشركات. وقال الرئيس التنفيذي عضو مجلس الإدارة في شركة أسمنت الجنوب سفر محمد ظفير ل«الحياة»: «إن شركات ومصانع الأسمنت رفعت طلباً إلى المجلس الاقتصادي الأعلى، يطالبون فيه بالسماح لهم بالتصدير، ورفع الإيقاف الذي كبّد الشركات خسائر كبيرة، وزاد من حجم المخزون الذي بدوره سيكون عاملاً آخر في زيادة الخسائر». وأكد ظفير أن هناك شركات تضررت من حظر التصدير، وقامت بإيقاف خطوط إنتاجها، بسبب ارتفاع حجم المخزون لديها، موضحاً أن حجم المخزون في شركة أسمنت الجنوب يمثل 20 في المئة من حجم المخزون لدى جميع شركات الأسمنت في المملكة. وشدّد على توافر كميات كبيرة من الأسمنت وبأسعار ثابتة وجيدة، وهذا يجعلنا نطالب برفع إيقاف التصدير، في ظل الاستقرار الكبير الذي يشهده قطاع الأسمنت في المملكة، لافتاً إلى أن الطلب على الأسمنت يشهد نمواً منذ شهر رمضان الماضي، ويرجع ذلك إلى تنفيذ عدد من المشاريع، سواء في القطاع العام أو الخاص. وأضاف أن «هناك مشاريع عدة في قطاع الإسكان لم يتم البدء في تنفيذها، ما رفع في حجم الطلب على الأسمنت، وهذا ما تم تسجيله في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي»، لافتاً إلى أن إيقاف التصدير من وزارة التجارة والصناعة تسبب في رفع حجم المخزون لدى مختلف شركات الأسمنت في المملكة، إذ وصل إلى أكثر من 10 ملايين طن، وهذا سيؤثر في الشركات، وقد يلحق بها خسائر كبيرة. من جهته، قال الموزع عبدالرحمن الدوسري، إن الفترة الماضية شهدت نمواً كبيراً في الطلب على الأسمنت، مع استقرار كبير في الأسعار، إذ لم يتجاوز سعر أسمنت اليمامة 12 ريالاً للكيس الواحد مع التوصيل، وتوقّع نمو المبيعات خلال الفترة المتبقية من العام الحالي ومطلع العام المقبل بنحو 20 في المئة، مرجعاً ذلك إلى «استمرار الطلب بشكل كبير، نتيجة للحركة النشطة لقطاعات البناء والتشييد والعمران في المملكة، خصوصاً في ظل البدء في تنفيذ مشاريع عدة، سواء في المدن الاقتصادية الكبيرة في مختلف مناطق المملكة، أو مشاريع الإسكان التي يقوم بتنفيذها عدد من الجهات الحكومية والخاصة». وأكد أن مشاريع البناء الخاصة من الأفراد تشهد نمواً كبيراً، ما جعل الطلب على الأسمنت ومواد البناء الأخرى من بلوك وحديد وغيرهما يسجل تصاعداً كبيراً. أما أحد العاملين في مركز لبيع وتوزيع مواد البناء محمد حسن، فأوضح أن فترة الأشهر الستة الماضية سجلت نمواً في مبيعات الأسمنت، وذلك عقب استقرار أسعار الحديد، إذ يتم تنفيذ عدد من المشاريع الإسكانية، سواء من الأفراد أو من الشركات المستثمرة، التي رفعت حجم الطلب على الأسمنت بنسبة تجاوزت 17 في المئة. ورأى أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في طلب الأسمنت ومواد البناء في ظل النهضة العمرانية الكبيرة، التي تشهدها مختلف مدن المملكة. وكانت تقارير صدرت في الأشهر الماضية أكدت أن مستقبلاً كبيراً ينتظر صناعة الأسمنت السعودية، ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية التصميمية لكل شركات الأسمنت في المملكة 53 مليون طن بنهاية العام الحالي، متوقعة ارتفاع نمو القدرة الإنتاجية إلى 60 مليون طن بحلول العام 2015. يذكر أن عدد شركات الأسمنت في المملكة يبلغ 12 شركة، وبلغ مجموع مبيعات الأسمنت 37.9 مليون طن العام الماضي، بزيادة نسبتها 16 في المئة عن العام 2008، ووصل إجمالي حجم صادرات الأسمنت العام الماضي إلى 1.2 مليون طن، بانخفاض نسبته 57 في المئة عن عام 2008.