دعا رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى «إبعاد الجامعات عن التحزب السياسي»، بعدما رشق طلاب غاضبون موكبه بالحجارة، ما دفع الزعيم الديني مقتدى الصدر إلى الاعتذار منه ويطلب وقف التظاهرة. وجاء في بيان لمكتب العبادي أنه وصل إلى واسط، لعقد جلسة لمجلس الوزراء لحل أزمات داخلية تتعلق بتخصيص الأراضي والكهرباء وتنظيم واردات المنفذ الحدودي» (زرباطية). فاستقبله العشرات من الطلاب بالتظاهر احتجاجاً على سوء الخدمات والفساد، وقالت مصادر محلية ل «الحياة»، أن عدداً منهم رشق موكبه بالحجارة، وردت قوات الأمن عليه بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء. وقال النائب عن المحافظة كاظم الصيادي: «هنالك أوامر جاءت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين ما تسبب في حالات اختناق». وأكدت مصادر طبية ل «الحياة»، أن «العشرات تلقوا العلاج في المستشفى». إلى ذلك، قدم الصدر اعتذاراً من العبادي، وقال في بيان: «أياً كان الفاعل والمحرض وأياً كان انتماؤه وسواء كان هذا العمل من داخل الحرم الجامعي أم من خارجه وبهذه الصورة، فهو مستهجن ومرفوض ويسبب الأذى لمشروع الإصلاح». وأضاف: «لا أستبعد أن يكون عمل مندسين ممن يريدون الإساءة إلى المشروع»، داعياً إلى «طرد الفاعلين أو محاسبتهم من الجامعة، واستثناء الكوت من الاحتجاجات السلمية كافة إلى إشعار آخر». ودعا العبادي إلى «إبعاد الجامعات عن الصراعات السياسية وعدم توريط الطلاب في الخلافات»، مبدياً استغرابه نشاط «دواعش الإعلام والسياسة»، وقال: «كلما وصلنا إلى مرحلة حساسة وحققنا انتصارات بثوا المشاكل التي تؤثر سلباً في أوضاع البلد»، وزاد: «إننا نسمح بالمعارضة في إطارها السلمي ولا نسمح بالتجاوز على المواطنين والأملاك العامة والخاصة (...) ومن لديه مشكلة مع رئيس الوزراء فلتكن مع رئيس الوزراء من دون أن تؤثر في أمن البلد وسير المعركة». وتأتي زيارة العبادي واسط عقب تأكيده «استمرار الحكومة في نقل الصلاحيات إلى المحافظات». وقال مصدر في مكتبه ل «الحياة»، أن «نقل الصلاحيات مشروع إصلاحي تنفذه الحكومة، لكنه يواجه مشكلات جدية أبرزها الصراع السياسي في المحافظات بين الكتل السياسية». ويعتقد «التحالف الوطني» أن نقل الصلاحيات قد «ينهي مشاريع إنشاء الأقاليم في العراق». وقال النائب محمد اللكاش ل «الحياة»، أن ذلك «يغني عن مشاريع الأقاليم «لافتاً إلى أن «القانون الرقم 21 مهم وبدأت بموجبه بعض الوزارات نقل الصلاحيات إلى المحافظات». من جهة أخرى، طالب محافظ ذي قار يحيي الناصري مجلس الوزراء، بعقد جلسته المقبلة في الناصرية٬ للاطلاع على حجم المعاناة وإيجاد حلول للمشاكل الخدمية التي يعاني منها المواطنون وتحتاج إلى قرارات مركزية.