قال سكان ورجال دين إن عشرات الأسر المسيحية نزحت من مدينة العريش في شمال سيناء، فراراً من سلسلة اعتداءات نفّذها مسلحون يُعتقد أنهم ينتمون إلى «داعش»، واستهدفت أسراً مسيحية وخلّفت في الأسابيع الثلاثة الماضية 7 قتلى، واحد منهم على الأقل أحرقه الإرهابيون. وقال راعي مطرانية العذراء في العريش الأب جبرائيل إبراهيم ل «الحياة»، إن أكثر من 90 أسرة نزحت من العريش إلى الإسماعيلية ومحافظات أخرى، وهي أعداد تتوافق مع تقديرات أخرى مستقلة. وقالت مسؤولة القوافل الطبية في منظمة أهلية في الإسماعيلية ميراي اسكندر ل «الحياة»، إن الكنيسة الإنجيلية في المدينة المطلة على الضفة الغربية لقناة السويس استقبلت حتى ظهر أمس نحو 33 أسرة مسيحية نزحت من العريش، مشيرة إلى أن جهوداً أهلية ذاتية تُبذل من أجل تأمين سكنهم وتوفير سُبل الإعاشة لهم. وأوضحت أن أكثر من 250 فرداً يفترشون ساحة الكنيسة بانتظار توفير سكن لهم. وأوضح بيتر إدوارد، وهو عضو منظمة أهلية في الإسماعيلية تعمل على مساعدة الأسر النازحة، أن هناك معلومات عن نزوح نحو 60 أسرة إضافية كانت في الطريق إلى الإسماعيلية وتصل تباعاً. وقال ل «الحياة»: «الأمر يستدعي تحركاً من الدولة، لأن الجهود الأهلية لن تفي بالغرض». وقال الأب إبراهيم إن الأسر المسيحية «رُوعت» بعدما أقدم المسلحون على اقتحام منازل الأقباط والاستيلاء على ممتلكاتهم وقتل بعضهم. وقال مسؤول محلي إن تعليمات صدرت بمنح الموظفين المسيحيين إجازة مفتوحة حتى تسوية أوضاعهم. وقالت نبيلة جرجس (40 سنة) وهي أم لصبي وزوجة موظف في مستشفى العريش ل «الحياة»، إن أسرتها نزحت من العريش إلى الإسماعيلية بعدما خرجت موجة استهداف الأقباط عن السيطرة. وأوضحت: «في الأسابيع الأخيرة التزمنا منازلنا، وعانينا لتدبير حاجتنا من الطعام، بعدما تجنبنا الخروج إلى الأسواق خشية القتل، لكن قبل أيام بات المسلحون يقتحمون منازل المسيحيين، ما دفعنا إلى النزوح». وأضافت: «أقيم في منطقة الشؤون في حي أبو نجيلة منذ 17 عاماً، ومساء الأربعاء اقتحم مسلحون منزل جاري المسيحي، وقتلوا أباً وابنه بالرصاص، وضربوا الأم على رأسها بآلة حادة وأحرقوا المنزل، وسكبوا مادة كيروسين على جثة الشاب وأحرقوه في مشهد مروّع، اتخذنا بعده قرارنا بالرحيل». وكانت عشرات الأسر نزحت قبل سنوات من مدينتي رفح والشيخ زويد إثر موجة مماثلة استهدفت الأقباط، في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في منتصف العام 2013، حتى خلت المدينتان من أي وجود مسيحي. ويخشى الأقباط من تكرار الأمر في العريش كُبرى مدن محافظة شمال سيناء، التي تضم نحو 400 أسرة مسيحية. وفي لندن أعلن أن وزير الخارجية بوريس جونسون أنه سيبدأ اليوم زيارة الى القاهرة يلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري وناشطين في منظمات المجتمع المدني وحقوقيين. وشدد في تصريحات عشية سفره على «عمق الصداقة» بين المملكة المتحدة ومصر، مشيراً إلى أنهما «حليفتان قويتان ضد الإرهاب والأفكار المتطرفة».