لم تعلن «الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية» مرشحاً لخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل، كما كان مُنتظراً. تزامن ذلك مع إعلان أمين العتبة الرضوية إبراهيم رئيسي انه يفضّل البقاء في منصبه على الترشح لخلافة الرئيس حسن روحاني. وضمّت الجبهة التي أُعلِن تشكيلها الأربعاء، أحزاباً أصولية في محاولة لجمعها تحت راية واحدة لقيادة هذا التيار. لكن رئيس اللجنة المؤسسة للجبهة محمد حسين رحيميان لفت إلى أنها لا تريد قيادة التيار الأصولي ولا ترى نفسها بديلاً من الأحزاب الأصولية المحافظة، في إشارة إلى أن أحزاباً من هذا التيار بقيت خارج الجبهة، وعلى رأسها الجناح الذي يقوده رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني. وشدد رحيميان على أن الجبهة لا تريد أن تؤدي دور «الأب الروحي» لسائر أحزاب التيار الأصولي، بل أن تكون «أخاً ناصحاً» لتسوية مشكلات تواجه هذا التيار. وكان لافتاً امتناع علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون السياسية لمرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي، عن المشاركة في الاجتماع التأسيسي للجبهة الشعبية. لكن مصادر مقرّبة من الاجتماع قالت ل «الحياة» إن سيطرة «جبهة بايداري» القريبة من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد على اللقاء تجعل نتائجه على «كف عفريت»، إذ إن أعضاءها لا يرضون إلا أن يكون المرشح النهائي لخوض الانتخابات من صفوفهم، وهم مستعدون لقلب الطاولة، كما فعلوا في انتخابات 2009 و2013. وتشمل لائحة تضم 20 اسماً للمنصب، السكرتير السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، والوزير السابق برويز فتاح، وهما من «جبهة بايداري». وتشير المصادر إلى احتمال اختيار إبراهيم رئيسي مرشحاً وحيداً للجبهة الشعبية، على رغم معارضته خوض المعركة. ورأت المصادر أن إعلان رئيسي لم يكن قاطعاً، مرجّحة أن يكون صدر في إطار لعبة سياسية أراد أن يؤديها لتوجيه الأنظار إليه وتعزيز مطالبات سياسية وشعبية بترشّحه، خصوصاً أن لا مرشحين أقوياء في الجبهة الشعبية، في غياب لاريجاني وولايتي. على صعيد آخر، أعلن حسين نجابت، نائب رئيس جهاز الاستخبارات التابع ل «الحرس الثوري»، تفكيك 3 شبكات اقتصادية متورطة بفساد مالي. وأشار إلى توقيف متهم اقترض من مصرف إيراني 4 آلاف بليون تومان (نحو بليون دولار)، ولم يسدّده. من جهة أخرى، حذر الجنرال فرزاد إسماعيلي، قائد قوات الدفاع الجوي في ايران، من أن رادارات بلاده «تستشعر حتى أنفاس طياري الكيان الصهيوني»، وزاد: «لن نحابي أحداً وردنا سيكون حاسماً (على أي اعتداء). ايران ستكون مقبرة للأعداء، والاستكبار نمر من ورق». وأشار إلى إسقاط طائرة تجسس إسرائيلية من طراز «هرمس» وسط ايران، قائلاً: «لا يمكن العدو إخافتنا، إذ يدرك أن ردنا سيكون حاسماً ومدمراً».