يُجمع مراقبون في طهران على صعوبة التكهن بالفائز في انتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، بسبب غموض يلفّ المشهد الانتخابي. لكن ذلك لا يمنع رصد التحركات الانتخابية للتيارات السياسية، خصوصاً أن الإيرانيين ينتظرون تغييراً، لمعالجة المشكلات التي يعاني منها المواطن. وإذا كان الإصلاحيون يواجهون صعوبات، بسبب ظروفهم الصعبة، فإن التيار الأصولي المحافظ يعاني تشتتاً في الترشّح، استناداً إلى التحالفات بين أوساطه، فيما سيتخذ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني خلال أسبوعين، قراراً حول إمكان خوضه السباق. ويرى النائب الأصولي إبراهيم نكو أن فشل الأصوليين في الاتفاق على مرشح واحد، سيؤدي إلى هزيمتهم في الاقتراع، إذا خاض الإصلاحيون المعركة. واعتبر أن علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، هما من أبرز المرشحين الأصوليين، لكنه رجّح خوض قاليباف المعركة، بسبب «أدائه الجيد في بلدية طهران»، وإن أقرّ بكاريزما ولايتي ومسيرته السياسية. وقال نكو في لقاء مع صحافيين حضرته «الحياة»، إن الأصوليين ينتظرون موقف الإصلاحيين، منبهاً إلى أن «اختيار الإصلاحيين مرشحاً ذا شخصية قوية، سيربك التيار الأصولي». واعتبر أن سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي «يملك إمكانات ومؤهلات بارزة»، مذكراً بأنه «خسر في انتخابات سابقة»، وزاد: «أعتقد بأنه لن ينال أصوات الناخبين في هذه الانتخابات». واستبعد نكو تمكّن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي من طرح نفسه لدى الناخبين، مضيفاً: «إذا أراد أن يكون من المرشحين الأقوياء، عليه نيل مساندة التيار الأصولي». لكن جليلي أعلن أنه سيكون «مرشحاً مستقلاً»، لا ينتمي إلى أي «حزب أو مجموعة أو جبهة»، إذا قرر خوض السباق. وأشار إلى أن أنصاره وحملته الانتخابية لن ينتهجوا أسلوب التشهير بالمرشحين الآخرين، وسيلتزمون الأخلاق في أي ظرف. ولفت إلى أن ترشّحه «يعتمد على ظروف وضرورات اجتماعية». وذكر نكو أن الفريق الحكومي المحيط بالرئيس محمود أحمدي نجاد، يحاول الضغط ليصادق مجلس صيانة الدستور على ترشيح اسفنديار رحيم مشائي، أبرز مساعدي نجاد. وأضاف: «إذا لم ينجح في ذلك، فسيُضطر إلى ترشيح وزير العدل السابق غلام حسين الهام أو وزير المواصلات علي نِكزاد». واتهم نجاد «محتكرين» أمس، بمحاولة «الهيمنة على الساحة السياسية، كما فعلوا في الاقتصاد»، لكنه شدد على أن ذلك «لن يحدث»، مذكراً بقول للمرشد إن كل شخص صوت واحد. وأردف أن «بعضهم يذهبون إلى حد إعطاء وصفات، لمجلس صيانة الدستور، ولكن المرشد قال إن على جميع الأشخاص المؤهلين خوض» الانتخابات. وتجنّب نكو التكهن بالفائز في الانتخابات، بسبب عدم وضوح الخريطة الانتخابية، خصوصاً أن شخصيات مهمة لم تحسم موقفها بعد، مثل رفسنجاني والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني. ولم يستبعد نجل رفسنجاني، محسن هاشمي الذي رشح نفسه لانتخابات المجلس البلدي لطهران، ترشح والده للرئاسة، مشيراً إلى أن الرئيس سيتخذ خلال أسبوعين، قراراً في هذا الصدد. وقال نكو إن جميع المراقبين يعتقدون بأن خوض رفسنجاني السباق سيخلط جميع الأوراق، مضيفاً أن «ترشّح رفسنجاني سينجز الملحمة السياسية التي تكهن بها المرشد».