استبدلت حرم وزير العمل وسيدة الأعمال السعودية مها فتيحي ب«روتين» الأعمال التجارية و«البيزنس» العملَ التطوعي، وهجرت منزل الوزير لفترة موقتة لتقود الفريق النسائي التطوعي الكشفي لرعاية الأطفال التائهين في منطقة المشاعر المقدسة. ودفعت مبادرة حرم الوزير للمرابطة في «مركز 15» لرعاية الأطفال التائهين في المشاعر المقدسة لتسهم بشكل عملي في تأصيل ثقافة العمل الخيري والتطوعي لخدمة ضيوف الرحمن، متحمسة لئلا يكون ذلك مقتصراً على الرجل فقط، بل ترى أن على المرأة واجب تقديم كل الإمكانات المتوافرة لها لخدمة البلاد والعباد. واعتبرت فتيحي أن الفريق النسائي الكشفي الذي يشارك للمرة الأولى في الحج سابقة فريدة تحسب لطاقمه المكون من 12 امرأة (تقوده بنفسها وتقف على تفاصيل دوره كافة)، يؤدي أدواراً كبيرة في الالتزام والرعاية بالأطفال الذين يصيبهم الرعب والهلع جراء فقدهم ذويهم أو فقد ذويهم لهم أثناء أداء النسك الذي يجتمع فيه ملايين الناس من مختلف أصقاع الأرض». وقالت فتيحي ل«الحياة»: «قد يمتد دور المرأة في رعاية الطفل في تلك اللحظات التي يفقد فيها الطفل أهله لفترة موقتة لأيام، وربما يستدعي الأمر المرابطة حتى بعد انتهاء فترة الحج»، مشيرة إلى أن هذا الدور أمر عظيم لا تتقنه إلا المرأة. وأشارت إلى أن أعمال العضوات في الفريق تتمثل في ممارسة نظافة الأطفال التائهين وتغيير ملابسهم سواء كانوا بنين أم بنات، إضافة إلى تخصيص غرف ألعاب لهم، والعناية بتغذيتهم من مأكل ومشرب، وإهدائهم بعض الهدايا واللعب، وتخصيص غرفة خاصة بذلك، حتى يشعروا بالأمان والاطمئنان. ونادت فتيحي بغرس ثقافة العمل التطوعي في النشء، لافتة إلى أنها منذ صغرها مثلت المملكة قبل 35 عاماً أي في العام 1978 في المخيم العربي السابع للمرشدات في المغرب في عهد الملك خالد (يرحمه الله). وأبدت أم محمد أسفها على نتائج استبان سابق كشف ضعف عمل المرأة السعودية في العمل التطوعي، بعد أن استطلع 700 سيدة حول مفهوم خدمة المجتمع وتأصيل الخدمة من خلال برامج معينة ومفهوم المواطنة والانتماء والعمل التطوعي. وعلى رغم أن لزوجة المهندس عادل فقيه أربع بنات (دلال، بيان، أمل وملك) وابناً وحيداً (محمد)، إلا أن ذلك لم يمنعها من العمل التطوعي، مشيرة إلى أن أهم ما يعوق مشاركة المرأة في التنمية الوطنية هو المعوق الفكري والصورة الذهنية التي ما زالت مرسومة عن المرأة في عقلية بعض رجال المجتمع، مؤكدة أنه عندما تتغير تلك الصورة سيتحسن وضع المرأة في جميع المجالات.