استبقت المكسيك محادثات أجراها أمس الرئيس إنريكه بينيا نييتو مع الوزيرَين الأميركيَين للخارجية ريكس تيلرسون والأمن الداخلي جون كيلي، بالتلويح برفع دعاوى قضائية في الولاياتالمتحدة وبالاحتكام إلى «هيئات دولية»، للدفاع عن مواطنيها في الدولة المجاورة. وكانت الإدارة الأميركية أعلنت الثلثاء الماضي أنها ستسعى إلى ترحيل مهاجرين غير شرعيين إلى المكسيك، إذا كانوا دخلوا الولاياتالمتحدة من هناك، بصرف النظر عن جنسياتهم، ما أثار رداً عنيفاً من المسؤولين في المكسيك. وقبل ساعات من وصول تيلرسون وكيلي، أكد وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي أن «حكومة المكسيك وشعبها ليسا ملزمين قبول إجراءات تريد حكومة فرضها على حكومة أخرى». ووصف هذه الإجراءات بأنها «أحادية» و»تُعتبر سابقة»، لافتاً إلى أنها ستكون «موضوعاً أساسياً» في المحادثات. وتابع أن «الحكومة المكسيكية ستتخذ كل الإجراءات القانونية الممكنة للدفاع عن حقوق مواطنيها في الخارج، خصوصاً في الولاياتالمتحدة»، كما ستلجأ إلى «هيئات دولية» إذا اقتضت الضرورة. ووصل كيلي إلى المكسيك آتياً من غواتيمالا سيتي حيث شدّد على أن الإدارة الأميركية لا تنفّذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين، مستدركاً أن عمليات الترحيل ستحدث في شكل أسرع مما كانت عليه خلال السنين العشر الأخيرة. وأضاف أن المرسوم الذي أصدره ترامب في شأن الهجرة هدفه «ضبط المهاجرين في شكل غير مشروع من دول كثيرة على حدودنا، ومعاملتهم في شكل إنساني وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية في أسرع وقت». وتابع كيلي الذي كان في استقبال طائرة أقلّت 347 من مواطني غواتيمالا رُحِلوا من الولاياتالمتحدة: «إذا كنتَ مواطناً من غواتيمالا وتفكّر في دفع كثير من المال لمهرّب لكي يحضرك إلى الولاياتالمتحدة، فأنت تضيّع أموالك». لكن مناهضة إدارة ترامب الهجرة لم تمنع 25 ألف شخص من الحصول، منذ 14 الشهر الجاري، على الجنسية الأميركية، في أسبوع «يوم الرئيس»، أبدى كثيرون منهم تحفظاً على سياسة الهجرة الجديدة، والتي قد تؤدي إلى طرد الغالبية العظمى من 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولاياتالمتحدة. إلى ذلك، أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن الإدارة أجّلت إلى الأسبوع المقبل نشر مرسوم جديد بدل أمر تنفيذي وقّعه ترامب يحظّر دخول مواطني 7 دول شرق أوسطية الولاياتالمتحدة، علماً أن ترامب كان رجّح نشر المرسوم هذا الأسبوع. في غضون ذلك، شكا قائد الشرطة في نيويورك جيمس أونيل من تكبّد المدينة نحو 24 مليون دولار لتوفير الأمن لبرج ترامب الذي يقيم فيه الرئيس في مانهاتن، منذ يوم الانتخابات إلى يوم التنصيب، بمعدل 308 آلاف دولار يومياً. ولفت إلى أن البرج «يشكّل هدفاً لكل من يريد ارتكاب أعمال إرهابية ضد بلادنا، ما يفاقم استنزاف مواردنا المحدودة لمكافحة الإرهاب».