دعا ملتقى استضافته المنطقة الشرقية إلى فهم معنى التعايش من خلال فهم السلف الصالح للقرآن والسنة النبوية مع أهمية نشر الأدلة التي تدل على ذلك لدى أفراد المجتمع من خلال رؤية واضحة ومشتركة بين أطياف المجتمع. وتضمنت توصيات الملتقى الذي عقد في جامعة الملك فيصل أهمية أن يقوم المجتمع في المملكة على فكر التعايش على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله تعالى والتعاون على البر والتقوى والتكامل في ما بينهم وعدم تفريقهم، وضرورة مشاركة جميع وسائل الإعلام في نشر مفهوم التعايش بين أطياف المجتمع في حملة إعلامية شاملة، خصوصاً الوسائل القريبة من مشاهدة الناس وتجمعاتهم. كما دعت التوصيات إلى عقد ورش عمل مركزة تعنى بمحاصرة الفكر المنحرف والمغرض الذي يثير النعرات الطائفية والقبلية والمذهبية، أو الذي يؤلب الناس على ولاة الأمر، ومن ثم وضع الوسائل الناجعة للحد من أثره في المجتمع وفي الشباب بوجه خاص، فضلاً على إنتاج برامج وألعاب إلكترونية منافسة في جودتها وقدرتها على إيصال مفهوم التعايش لأفراد المجتمع، إلى جانب إعداد مسابقات وجوائز قيمة لحث الشباب على إنتاج برامج تعني بالتعايش السلمي. فيما أشارت التوصيات إلى أهمية إنشاء مركز علمي يعنى بالدراسات الشرعية والميدانية للتسامح والتعايش في الأحساء للاهتمام بنشر تجربة الأحساء للتعايش مع أفراد المجتمع الواحد وزيادة اللحمة الوطنية بينهم، إضافة إلى إنشاء هيئة عالمية للتعايش الإنساني وتشجيع الحوار بين أفراد المجتمع وعدم إغلاق الباب بين الشباب، بجانب تضمين المناهج الدراسية في جميع المراحل «الأسس الشرعية للتعايش» وآثاره، وتفعيل أنشطة ووسائل لا صفية بين الطلاب. كذلك طالبت التوصيات بإعداد خطة إعلامية شاملة لإيصال «المفاهيم الشرعية للتعايش والتجارب الواقعية للتعايش الإيجابي، وإنشاء كرسي ل«أبحاث التعايش» في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك فيصل وغيرها، للاستفادة من تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتطبيقها على نطاق واسع، إلى جانب إيجاد لجنة من مؤسسة قبس لمتابعة التوصيات ووضع إجراءات عملية للتطبيق واتخاذ الإجراء اللازم. وتم خلال الملتقى تقديم 19 ورقة بمشاركة 25 متحدثاً من مناطق المملكة المختلفة، إذ تناول الملتقى خمسة محاور هي: مفهوم ومنهج التعايش في الإسلام وأثره على المجتمعات، وفقه التعايش ومشكلاته، والإعلام الغلو وأثرهما في التعايش السلمي، والحوار وأثره في السلم المجتمعي، ووسائل عملية للتعايش بين المذاهب والأطياف. في حين رفع المشاركون في الملتقى الشكر والتقدير وعظيم الامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد وولي ولي العهد، على ما بذلوه من جهود مباركة في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي تطبيق الشريعة الإسلامية، وعلى ما يقومون به من إرساء مفهوم التعايش والحوار، إذ يؤكد نظام الحكم الأساس في المملكة على أن التعايش مصلحة وطنية كبرى في بناء المجتمع، ولرؤساء الجلسات والمتحدثين وإلى جامعة الملك فيصل التي استضافة الملتقى.