وصف أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، التعايش بأنه أمر رباني وفطرة الإنسان السوي، وقال «لاشك أن شمس مبادرات بلادنا في مجال التعايش لا يحجبها غربال المشككين، فلقد استشعرت القيادة الرشيدة منذ نشأتها أهمية غرس مفهوم التعايش ونبذ التفرقة فجعلت المواطنين سواء في حقوقهم ويجمعهم حق المواطنة، كما قدمت هذه البلاد مجموعة من المبادرات على المستوى الوطني والدولي فأنشأت مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتعزيز اللُّحمة الوطنية والتعايش بين أبناء مجتمعنا، وأنشأت كذلك مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات». جاء ذلك في كلمة له خلال رعايته في جامعة الملك فيصل بالأحساء، أمس، ملتقى «التعايش.. ضرورة شرعية ومصلحة وطنية» الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة «قبس»، بحضور محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي. وأشاد الأمير سعود بن نايف بالملتقى، مؤكداً أنه جاء في وقت تشهد فيه الأمة الإسلامية والعربية وجود جماعات وأفراد يسعون لنشر الفتنة والتفرقة ويسعون لتشويه سماحة الإسلام وعدله، فخيَّب الله مساعيهم ورد كيدهم في نحورهم بوعي أبناء وطننا وأمتنا وإدراكهم لمفهوم التعايش كما جاء في ديننا الحنيف. وعبّر عن شكره لمؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة والقائمين عليها على إقامة مثل هذا الملتقى الذي يؤكد لُحمة أبناء هذا الوطن تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد. من جهته، قال رئيس الملتقى رئيس مجلس إدارة مؤسسة «قبس» الدكتور أحمد البوعلي، إن التعايش أحد أهم التحديات في القرن الحادي والعشرين، ويكفي في التعايش أنه ينشر الألفة، ويزيد الترابط بين الناس، وينمِّي روح العمل والإبداع، ويحمي البلاد من الانحراف والأفكار الهدّامة والاتجاهات العدوانية المفرقة للجماعة». وأضاف «إن وحدة الصف واجتماع الكلمة غايات مطلوبة في كل حين، وهي عنوان قوة الأمة وسر حفظ البلاد، وبفضل من الله تمثل المملكة التعايش في أروع صوره كبلد جاذب تنصهر فيه جميع الأعراق والأجناس، ومن هنا تأتي المسؤولية الكبرى في إبراز المنهج الشرعي والمصلحة الوطنية والسياسة الشرعية وإبراز دور العلماء والدعاة في تعزيز التعايش المجتمعي. وأكد أن الملتقى سيكون معيناً لبذل مزيد من الوعي بين المجتمع، حيث أخذت المؤسسة على عاتقها أن تقدّم عملاً نوعياً في جل شؤونها وبرامجها وأقامت 16 منشطاً نوعياً، وافتتحت مدرستين، وأقامت مسابقة الشيخ سليمان الحماد الأسرية، و10 برامج خطابية، وقامت على تعزيز بين الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك فيصل، واستضافت مجموعة من أعضاء هيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين الشريفين. إلى ذلك، أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي أن التعايش ضرورة شرعية ومصلحة وطنية يدعو لها دين السلام في وطن نهجه وسياسته السلم والسلام. وقال إن مؤسسة «قبس» انطلقت من واجبها في إيصال النظرة الإسلامية الشرعية الصحيحة للتعامل مع الآخرين على أسس السلام والتسامح وحسن الجوار، وذلك تماشياً مع نهج ولاة الأمر والحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده وولي ولي العهد، وتأكيدهم المستمر على ضرورة التعايش والاعتدال والتسامح. وأضاف إن أهم أهداف الملتقى هي إبراز المنهج الإسلامي السلمي في التعايش، حيث أنعم الله على هذا الوطن بنعمة الأمن والاستقرار والتسامح والسلام منذ توحيده على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم- بفضل الله أولاً ثم بفضل جهود الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ورجاله الأوفياء الذي حوَّله بتوفيق الله من الفرقة إلى الوحدة ومن التنازع والتنافر إلى التآلف والمودة بين جميع فئاته وبالتالي، فقد تحوَّل من الخوف إلى الأمن ومن الفقر إلى الرخاء ومن الجهل إلى العلم ومن الضعف إلى القوة». إلى ذلك، أثنى المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في كلمة نيابة عن المشاركين في الملتقى، على إقامة الملتقى الذي يؤكد نهج المملكة على الوسطية والتعايش منذ عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله -. وشاهد الحضور فيلماً وثائقياً بعنوان «موطن التعايش والسلام»، ثم ألقى مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل كلمة شركاء المؤسسة، أشاد فيها بمؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة والدور الذي تقدمه وإقامتها لهذا الملتقى، مبيناً أن التعايش بين البشر حاجة ماسة لاستمرار الحياة بالصورة التي يتأملها الجميع، وأن هذا التعايش هو مبدأ في المملكة منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وكرّم الأمير سعود بن نايف في ختام الحفل، المشاركين والداعمين للملتقى.