شدد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح على أن السعودية تحتاج إلى المزيد من الحلول الذكية والمبتكرة لتنويع مصادر المياه والطاقة فيها. وقال خلال تدشينه محطة تحلية المياه المالحة بتقنية الامتصاص، ومصنع إنتاج وتجميع العواكس الكهربائية في العيينة أمس: «إن هذه التقنية سعودية 100 في المئة، وتمثل هذه المحطة نموذجاً يقتدى به للتكامل بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وشركة مداد التي أنشأتها الجامعة بهدف توطين التقنية». وأضاف: «كان لسنغافورة أيضاً دور مهم بالتعاون مع الجامعة في إجراء الأبحاث لتطوير مثل هذه التقنيات، وسيتم تكرار مثل هذا النموذج في تحلية المياه عشرات المرات». وأشار الفالح إلى أن التقنية المستخدمة في المحطة بها نواحٍ عدة تجعلها فريدة من نوعها وصديقة للبيئة، إذ إنها تعتمد بالكامل على الطاقة المهدرة في المصانع وتحولها إلى ماء عذب، سواء أكان مصدرها مياه البحر أم الآبار المالحة غير الصالحة للاستهلاك البشري. وحول موضوع المياه وندرتها، ذكر وزير الطاقة أن المملكة بيئة صحراوية والمياه فيها تمثل تحدياً، ويجب الحفاظ على المياه الجوفية، مؤكداً أن حكومة المملكة تعطي هذا التحدي أعلى أولوياتها: «لن نكتفي بالترشيد فقط، بل سنسعى بكل ما أوتينا من قدرات لتوفير مصادر مستدامة للمياه تدعم المياه الجوفية، ومنها مصادر التحلية وتدوير المياه وأساليب الري منخفض الاستهلاك». من جهته، أوضح المشرف العام على محطة التحلية والتبريد بتقنية الامتصاص الدكتور فهد القصمول أن المحطة تنتج يومياً 100 مترمكعب من المياه الصالحة للشرب، وأن استهلاك الكهرباء بها منخفض جداً، إذ يصل إلى 1.2 كيلووات لكل مترمكعب من المياه. وذكر المهندس سعدون العنزي أحد مشغلين المحطة ل«الحياة» أن المحطة يتم تشغيلها بالكامل من المهندسين السعوديين ما بين العمل داخل المحطة والإشراف على لوحات التحكم الإلكترونية، وفريق البحث العلمي. من جانبه، أوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود بن محمد أن هذه المحطة تأتي ضمن مبادرات المدينة وجهودها الداعمة للصناعة في برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق من رؤية المملكة 2030 لتوطين التقنيات بالمملكة. وجرى خلال حفلة التدشين توقيع مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لتنفيذ مشروعين مشتركين في المجال البحثي بهدف تحسين كفاءة طرق التحلية التقليدية، وابتكار طرق جديدة لتحسين الجدوى الاقتصادية. وبموجب هذه المذكرة سيتعاون الطرفان على تطبيق تقنية التحلية بالهجين الثلاثي الذي يجمع بين أغشية النانو وأغشية التناضح العكسي وتقنية التبخير المتعدد التأثير على المستوى التجاري بسعة 10 آلاف مترمكعب يومياً في محطة ينبع، وكذلك تطبيق تقنية مداد باستخدام تقنية الامتصاص وربطها بتقنية التبخير المتعدد التأثير على المستوى التجاري بسعة 10 آلاف مترمكعب يومياً في المحطة ذاتها. وتلائم أنظمة الامتصاص بالمواد الصلبة (ADC) المستخدمة بالمحطة دول آسيا والشرق الأوسط، وخصوصاً دول الخليج العربي في مجالي تحلية المياه والتبريد والتكييف، إذ تعمل هذه الأنظمة بالحرارة الناتجة من الطاقة الشمسية أو الحرارة المهدرة من محطات توليد الطاقة ومصافي النفط والغاز. وتبلغ قدرة مصنع إنتاج وتجميع العواكس الكهربائية 30 كيلووات، ويمكن استخدامها في المجالات التجارية والحقول الشمسية، كما يمكن ربطها مباشرة بالشبكة الكهربائية، ويعد هذا الخط مرحلة أولى لتوطين صناعة العواكس الكهربائية اللازمة لربط الطاقة الكهربائية المنتجة من الألواح الكهروضوئية بالشبكة الكهربائية.