يحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، على أن يصبح هذا البلد مستخدما للطاقة البديلة النظيفة والمتجددة بدلاً من استهلاك النفط الذي نجني من تصديره إيرادات كبيرة يتم انفاقها على مشروعات البنية التحتية بما يحقق فائضا في رفاهية المواطن السعودي. انه خادم الحرمين الذي يدرك أن تنويع الطاقة اصبح هدفاً استراتيجيا في ظل النمو الاقتصادي والسكاني المطرد والصناعات ذات الاستخدام الكثيف للطاقة حتى يجني ثمار ذلك الاجيال القادمة وبصفة مستدامة. لذا تم تحت رعايته الكريمة اطلاق المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في 24 يناير 2010، والتي تهدف إلى تطبيق التقنيات المتطورة لإنتاج الطاقة الشمسية، بعد أن تجاوز استهلاكها 300 ألف برميل يومياً من النفط المكافئ وبنمو مستمر مع زيادة عدد بناء مصانع تحلية المياه إلى 35 مصنعاً. كما ان مشاركة وزارة المالية، ووزارة المياه والكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، يؤكد على أهمية استخدام الطاقة الشمسية الذي لا بد أن يترجم فعلياً في هذين القطاعين الحيويين واللذان يستهلكان الكثير من طاقتنا الناضبة بما يصل إلى 1.4 مليون برميل مكافئ يومياً وبتكلفة تتجاوز 520 مليون ريال يومياً. إن هذه المشاركة يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من خطط وأعمال الكهرباء أو المياه لإظهار عامل الجدية من خلال البدء في تطبيق تقنيات الطاقة الشمسية حتى ولو كان مبسطاً، مستفيدة من تجارب مدينة الملك عبدالعزيز التي قد نفذت عدة تجارب لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية. إن المبادرة الوطنية تهدف إلى إيجاد الحلول التقنية بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، وقد وفقت المدينة التي عملت لأكثر من ثلاثة عقود على تنفيذ برامج البحث والتطوير في مجال نقل وتوطين تقنيات الطاقة الشمسية في تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين المدينة وشركة آي بي ام العالمية، ومن الممكن التطبيق العملي لتلك التقنيات المتطورة في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه. وقد أوضحت المدينة أن أسباب ازدياد تكلفة إنتاج المياه المحلاة تنبع من الاستهلاك الكبير للطاقة في محطات التحلية، ولذلك فإن استخدام الطاقة الشمسية سيخفض تكلفة إنتاج الطاقة ثم تكلفة الإنتاج. فقد بدأت المرحلة الأولى للمبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية والتي سيتم إكمالها خلال 3 سنوات من الآن، حيث تهدف هذه المرحلة إلى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ 30 ألف متر مكعب يومياً في الخفجي، تعتمد على الطاقة الشمسية بقوة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي. وهذا يعتبر انجازا نفتخر به جميعاً ولكن ماذا عن محطات تحلية المياه العاملة "35 محطة" وماذا عن المحطات الكهربائية؟. ان بلدنا يتميز بوفرة أشعة الشمس الدائمة والتي تقدر ب 20 ألف كيلووات لكل متر مربع سنوياً، مما يمكننا من إنتاج الطاقة الشمسية النظيفة والمتجددة للمحافظة على سلامة البيئة من التلوث وتقليص تكلفة انتاج المياه التي تمثل الطاقة نصف تكلفة إنتاج للمتر المكعب الواحد من المياه حالياً، حيث إن التكلفة المستهدفة من مشروع الطاقة الشمسيه لتوليد الكهرباء 30 هللة تقريبا للكيلووات في الساعة، لتنخفض تكلفة انتاج الكهرباء الحالية إلى الربع أو بنسبة 75%. "ان استخدام الطاقة الشمسية.. خيارا استراتيجيا لا يمكن تجاهله"