عثر الهلال الأحمر الليبي أمس، على جثث 74 مهاجراً على شاطئ غرب طرابلس، قضوا في غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور فيه إلى أوروبا. وقال الهلال الأحمر الليبي على صفحته على «فايسبوك» إنه «بناءً على نداء إنساني وجِه إلى فرعنا من قبل السكان المحليين توجهت فرق المتطوعين إلى شواطئ مدينة الزاوية (45 كيلومتراً غرب طرابلس) حيث انتشلوا 74 جثماناً». وأضاف أن «الأهالي وجدوا قارباً للمهاجرين كانت رمته الأمواج على شواطئ المدينة على متنه جثامين تعود لمهاجرين غير نظاميين كانوا شقوا البحر بحثاً عن لقمة عيشهم»، موضحاً أن «الشباب بإمكانياتهم البسيطة جداً أو المعدومة انتشلوا 74 جثماناً وحفظوهم في أكياس مخصصة للجثث حفاظاً على كرامتهم الإنسانية وحرمتهم». في سياق آخر، قال مدعون هنغاريون في بيان أمس، إن الشرطة الهنغارية اعتقلت مهاجراً عراقياً متهماً باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 13 سنة في محطة قطارات في هامبورغ في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وإنها ستسلمه إلى السلطات الألمانية. واحتجز الرجل (37 سنة) ولم تتأكد هويته بعد في اهنغاريا بناءً على أمر اعتقال أوروبي أصدرته السلطات الألمانية. وقال المدعون الهنغاريون إنه تم التعرف على الرجل المسجل في قواعد البيانات في هنغارياوألمانيا باسمين وتاريخَي ميلاد مختلفين عن طريق بصمات الأصابع في مخيم مهاجرين جنوبهنغاريا. في غضون ذلك، أظهر اقتراح مشترك للحد من الهجرة أن ألمانياوفرنسا تريدان أن يخفف الاتحاد الأوروبي ضمانات حقوق الإنسان بما يتيح لهما ترحيل طالبي اللجوء قبل أن ينظر القضاء بأمرهم. ويقضي الاقتراح بعدم اللجوء إلى هذا الخيار إلا في أوقات التدفق الجماعي للمهاجرين على الاتحاد الأوروبي ويأتي في وقت يعمل الاتحاد على زيادة صعوبة دخول المهاجرين واللاجئين إلى الدول الأعضاء. وفي حين أن الاتحاد الأوروبي يملك الحق في إبعاد المهاجرين الوافدين لأسباب اقتصادية إذا أراد ذلك، فإن القوانين الحالية الخاصة بحقوق الإنسان واللجوء تشترط أن تفي الدولة الثالثة التي ستقبل المهاجرين بشروط معينة قبل إرسال مَن يطلب اللجوء في أوروبا إليها لينتظر البت في أمره. وكانت إعادة طالبي اللجوء عنصراً أساسياً في اتفاق أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا قبل عام وأشادت به باريس وبرلين في الوثيقة المشتركة باعتباره سبباً في تحول جذري لأنه خفض بشدة عدد الوافدين إلى أوروبا ومعظمهم من اللاجئين السوريين. غير أنه لا يوجد من جيران الاتحاد الأوروبي الآخرين مَن يفي بالمعايير التي تتضمن الحماية من الاضطهاد وإتاحة الظروف الإنسانية والحصول على خدمات الرعاية الطبية والتعليم والعمل ولو في شكل جزئي. ولهذا تقترح ألمانياوفرنسا تخفيف المعايير وتقولان إن نظام اللجوء في الاتحاد يجب أن يتسم بالمرونة والقدرة على مواكبة أي تطورات. إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، المملكة المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها واستقبال المهاجرين القاصرين المنفردين الموجودين حالياً في فرنسا ولديهم أقارب في بريطانيا. قال هولاند في مؤتمر في باريس حول مصير 250 مليون طفل في مناطق النزاع إن «فرنسا تؤدي حصتها من المجهود الأوروبي، وتتوقع من شركائها المثل خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقاصرين منفردين». وأضاف: «أدعو المملكة المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها في شأن مراهقين موجودين حالياً في فرنسا ولديهم عائلات عبر المانش»، متطرقاً إلى خلاف بين البلدين حول استضافة القاصرين. وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات حادة من المدافعين عن اللاجئين بعدما أعلنت في مطلع شباط (فبراير) رفض استقبال أكثر من 350 قاصراً منهم. ودعا البابا فرنسيس أمس، إلى تغيير جذري في النهج تجاه المهاجرين، داعياً إلى استقبالهم باحترام. كما ندد «بالخطاب الشعبوي» الذي قال إنه يؤجج الخوف والأنانية في الدول الثرية. وقال البابا في كلمة مطولة أمام مؤتمر في شأن الهجرة في روما إنه ينبغي عدم نبذ المهاجرين باعتبارهم منافسين بلا قيمة وإنما يجب استقبالهم «باحترام لائق ومسؤول» لا سيما الذين يفرون من الحرب. وأضاف: «في مواجهة هذا النوع من الرفض النابع من الأنانية والذي ضخمه الخطاب الشعبوي، ما ينبغي فعله هو تغيير في النهج لتخطي حالة اللامبالاة ولمواجهة المخاوف بنهج ترحيب سخي بهؤلاء الذين يطرقون أبوابنا».