دعا البابا فرنسيس اليوم (الثلثاء) إلى تغيير جذري في النهج تجاه المهاجرين وقال إنه ينبغي استقبالهم باحترام، مندداً بالخطاب الشعبوي لأنه يؤجج الخوف والأنانية في الدول الثرية. وقال البابا في كلمة مطولة أمام مؤتمر في شأن الهجرة في روما إنه ينبغي عدم نبذ المهاجرين باعتبارهم منافسين بلا قيمة وإنما يجب استقبالهم ب«احترام لائق ومسؤول»، لا سيما الذين يفرون من الحرب. وأضاف: «في مواجهة هذا النوع من الرفض النابع من الأنانية والذي ضخمه الخطاب الشعبوي... ما ينبغي فعله هو تغيير في النهج لتخطي حال اللامبالاة ولمواجهة المخاوف بنهج ترحيب سخي بهؤلاء الذين يطرقون أبوابنا». وتابع: «ينبغي لنا فتح وتأمين قنوات إنسانية آمنة لهؤلاء الذين يفرون من النزاعات والاضطهاد المروع والذين يقعون عادة في قبضة منظمات إجرامية ليس لها أي وازع». وأضاف أن الدول تتحمل «مسؤولية أخلاقية لمساعدة المنفيين وطالبي حق اللجوء والعمال المهاجرين وضحايا الإتجار بالبشر وحتى المهاجرين في أوضاع غير منظمة» في إشارة على ما يبدو للمهاجرين الذين لا يحملون وثائق. وحققت الأحزاب القومية المناهضة للمهاجرين مكاسب في عدد من الدول الأوروبية من بينها إيطاليا وفرنسا وهولندا التي أطلق فيها السياسي المعادي للمسلمين خيرت فيلدرز السبت الماضي حملته لانتخابات الشهر المقبل بالتعهد بحملة على «الحثالة المغاربة». ولم يخص البابا- الذي يدافع عن قضية المهاجرين منذ توليه منصبه في العام 2013- بلداً بعينه بالانتقادات. لكن كلماته قد تلقى صدى في الولاياتالمتحدة- حيث علقت المحاكم أمراً تنفيذياً للرئيس دونالد ترامب يمنع استقبال الوافدين من سبع دول ذات غالبية مسلمة- وفي أوروبا التي ما زالت تعاني من تدفق جماعي لأكثر من 1.3 مليون مهاجر ولاجئ منذ بداية العام 2015. ورفعت بعض المدن الأميركية دعاوى قضائية للطعن على أمر ترامب التنفيذي الذي يوجه الحكومة الاتحادية بمنع التمويل عن المدن التي تتبنى سياسات حماية لمثل هؤلاء الأشخاص. واقتبس البابا فرنسيس من إعلان الاستقلال الأميركي القول إنهم جميعاً يمتلكون «حقوقاً غير قابلة للمصادرة». وأضاف: «الدفاع عن حقوقهم غير القابلة للمصادرة وضمان حرياتهم الأساسية واحترام كرامتهم هي واجبات لا يمكن استثناء أحد منها».