بدأت الدول الأوروبية الكبرى التجاوب مع مطالبات الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، بتقاسم أعباء تدفق اللاجئين على القارة العجوز وفق أحجام اقتصادات دولها وقدراتها المادية. وأعلنت ألمانيا أمس، تخصيص 6 بلايين يورو لاستيعاب مهاجرين، فيما تعهدت باريس باستقبال 24 ألفاً منهم. كذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمام مجلس العموم أمس، أن بلاده مستعدة لاستقبال 20 ألف لاجئ سوري على مدى السنوات الخمس المقبلة، للمساهمة في تجاوز الأزمة. (للمزيد). وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إن «ما نعيشه هو أمر سيشغلنا في السنوات المقبلة وسيغيّر بلادنا، ونريد أن يكون هذا التغيير إيجابياً ونعتقد أن بوسعنا تحقيق ذلك». وكشفت عن برنامج يتضمن دفعتين للعام 2016، حجم كل منها 3 بلايين يورو، لتحسين سبل التكفل بالمهاجرين واستيعابهم. ويشكل تدفق اللاجئين الى النمسا والمانيا ومختلف الاقطار الأوروبية اخطر ازمة هجرة في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومنذ مطلع السنة وصل أوروبا 366402 شخص عبر المتوسط وفقا للمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وستقدم المفوضية الأوروبية اقتراحاً الى البرلمان الأوروبي غداً، حول نسب توزيع 120 ألف لاجئ على دول الاتحاد في السنتين المقبلتين. ويقضي الاقتراح بأن تستقبل ألمانيا 26.2 في المئة منهم وفرنسا 20 في المئة وإسبانيا 12.4 في المئة. وازداد تدفق اللاجئين منذ أن قررت برلين الامتناع عن إعادة السوريين إلى الدول التي قدموا منها في أوروبا. وتوقعت وسائل إعلام ألمانية وصول أكثر من 10 آلاف شخص بقطارات من هنغارياوالنمسا بحلول صباح اليوم. وبعد رحلة محفوفة بالمخاطر، فوجئ اللاجئون المنهكون الآتون من سورية وغيرها من مناطق النزاع، باستقبال حافل لدى وصولهم الى ألمانيا حيث اصطف المئات لاستقبالهم في محطات القطارات المزدحمة في ميونيخ وفرانكفورت وغيرها من المدن الألمانية. وأكد رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوسيتش في مؤتمر صحافي مع مركل أمس، أن أزمة المهاجرين مشكلة أوروبا كلها وليست مسألة متروكة لألمانيا وحدها. وقال: «نحن مستعدون للعمل مع ألمانيا ومع دول الاتحاد الأوروبي لحل هذه المسألة». وقالت مركل إنه «على رغم أن صربيا ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، فإنها تتأثر بشدة بأن اللاجئين يغادرون الاتحاد عندما يتركون اليونان ثم يدخلون من جديد الحدود الصربية- الهنغارية. ومع علمنا بالمشاكل التي يعاني منها بلد مثل صربيا، فإنه يتعين أن نناقش بود كيف يمكننا أن نسير معاً». في الوقت ذاته، أبدت قبرص استعدادها لاستضافة 300 لاجئ من الشرق الأوسط، مفضلةً أن يكونوا مسيحيين. وفي مدريد، عبّر وزير الداخلية الإسباني خورغي فرنانديز دياز عن أمله في تكثيف إجراءات مراقبة طالبي اللجوء الفارين من سورية، خوفاً من تسلل عناصر من تنظيم «داعش» بينهم. وقال إن بلاده «لن ترفض حق اللجوء لأحد»، لكن «يجب تكثيف عمليات المراقبة عند استقبال هؤلاء الأشخاص». وحذر وزير الهجرة اليوناني يانيس موزالاس، من أن جزيرة ليسبوس «على وشك الانفجار» بعد تدفق أكثر من 15 ألف مهاجر إليها معظمهم من السوريين، ما أنتج ضغوطاً شديدة على موارد الجزيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 85 ألف نسمة. وأعلنت شرطة المرافئ اليونانية إنقاذ 61 مهاجراً كانوا مهددين بالغرق قبالة جزيرة ليسبوس في بحر إيجه. من جهة أخرى، أشارت منظمة الهجرة الدولية الى أن مهاجرين أنقذهم خفر السواحل الإيطالي قبالة السواحل الليبية، تحدثوا عن فقدان 5 أشخاص على الأقل كانوا في زورق مطاطي. وأعاد خفر السواحل الليبيون أمس، 121 مهاجراً غير شرعي إلى ليبيا إثر تعطل مركبهم في عرض البحر قبالة شواطئ العاصمة طرابلس.