طمأن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، الاتحاد الأوروبي أمس، بالتزام إدارة الرئيس دونالد ترامب تطوير التعاون بين الجانبين في مجالي التجارة والأمن ودعم الاتحاد كشريك في حد ذاته. كما أبلغ بنس الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بأن ترامب يتوقع منهم «تقدماً حقيقياً» بحلول نهاية العام في ما يتعلق بزيادة الإنفاق الدفاعي وصولاً إلى الحد الأدنى المتوجب على كل منها والذي يبلغ اثنين في المئة من ناتجها الاقتصادي سنوياً. أتى ذلك وسط تصاعد المخاوف في شرق أوروبا من تورط موسكو في مؤامرات، خصوصاً في الجبل الأسود بعد أوكرانيا، ترافق ذلك مع اتساع نطاق تسريبات في واشنطن حول «ارتباطات» مستشارين لترامب بروسيا. ووصل الأمر إلى حد تدخل مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) للتأكد من صحة تقارير عن تسلم الإدارة الأميركية «خطة اقتراحات» لإصلاح العلاقة مع موسكو، ورفع العقوبات عنها وإبرام صفقة سلام مع أوكرانيا تقتضي إطاحة الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو الحليف التقليدي لواشنطن. وبعد شهر من القلق الذي سببه ترامب بتجديد تأييده انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتلميح بأن على دول أخرى أن تحذو حذو بريطانيا، قال بنس للصحافيين في بروكسيل، إنه أتى إلى «موطن الاتحاد» برسالة من الرئيس. وأكد بنس خلال محادثاته في مقر الاتحاد «التزاماً قوياً بمواصلة التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبي». وقال: «بغض النظر عن خلافاتنا، فإن قارتينا تتشاركان في إرث واحد وقيم واحدة وقبل كل شيء هدف واحد، وهو الترويج للسلام والرخاء من طريق الحرية والديموقراطية وحكم القانون. وسنظل ملتزمين هذه الأهداف». في المقابل، قال دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي للصحافيين، إن بنس قدم له أجوبة حاسمة عن ثلاثة أسئلة بشأن دعم ترامب النظام الحالي للقانون الدولي والحلف الأطلسي وفكرة أوروبا موحدة. وأبدى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي ارتياحهم لما وصفوه ب «ضمانات واضحة» من بنس في ما يتعلق بعدد من القضايا، منها الدعم الأميركي للاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا. وأشار بنس إلى بناء مؤسسات أوروبا الموحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وقال: «من خلال هذه الوحدة والتعاون مع الولاياتالمتحدة، فإن التاريخ سيشهد بأنه عندما تتمتع الولاياتالمتحدة وأوروبا بالسلام والرخاء فإننا ننهض بالسلام والرخاء في العالم بكامله». وزار بنس في بروكسيل أيضاً مقر الحلف الأطلسي حيث أعلن أن الرئيس الأميركي يرغب في تحقيق «تقدم فعلي بحلول نهاية العام 2017» بشأن عدم تقيد عدد من دول الحلف الأطلسي بدفع النفقات العسكرية البالغة 2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي لكل دولة. وقال بنس في كلمة في مقر الحلف، إن «أميركا ستقوم بدورها، لكن الدفاع عن أوروبا يتطلب التزاماً أوروبياً بمقدار التزامنا». وزاد: «الرئيس يتوقع تقدماً حقيقياً بحلول نهاية 2017». وكانت دول الحلف ال28 اتفقت على هذه النسبة عام 2014، على أن يتم التقيد بها من الجميع بحلول العام 2024. إلا أن خمس دول فقط حتى الآن، من بينها الولاياتالمتحدة، توصلت إلى دفع هذه المساهمة، الأمر الذي انتقده ترامب مراراً خلال الأشهر القليلة الماضية.