بشّر مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، ب «وعد» للرئيس دونالد ترامب بدعم أوروبا ومساندة الحلف الأطلسي، فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى «نظام ما بعد الغرب» في العالم. واغتنم بنس مشاركته في «مؤتمر ميونيخ للأمن» لنعت إيران ب «أبرز دولة راعية للإرهاب» في العالم، مهدداً بتحويل المتشددين الإسلاميين «كومة رماد من التاريخ». (للمزيد) وجَهِد نائب الرئيس الأميركي لطمأنة المشاركين في القمة، إلى موقف بلاده إزاء روسيا، بعدما تودّد ترامب إليها، معتبراً أن «الأطلسي» منظمة «بائدة». كما رحّب بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، داعياً دولاً أخرى إلى أن تحذو حذوها، ومعلناً تبنّيه سياسة حمائية. والتقى بنس المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي شددت على أن «الأطلسي» يشكّل «مصلحة أميركية»، ودعت إلى «الحزم» مع الروس، إذ اتهمتهم بتعريض الاستقرار الأوروبي لخطر، بمهاجمتهم «وحدة أراضي» أوكرانيا. واستدركت أن «روسيا جارة للاتحاد الأوروبي»، مؤكدة أنها «لن تتخلى أبداً عن السعي إلى تحسين العلاقات» معها. ورأت أن الأوروبيين يحتاجون إلى الولاياتالمتحدة لمكافحة «الإرهاب الإسلامي»، داعية إلى تعاون مع موسكو في هذا الصدد. وأكد بنس في خطابه «ثبات» التزام واشنطن حيال «الأطلسي»، مشدداً على أنها ما زالت «أبرز حليف» لأوروبا. لكنه كرّر مطالبة حلفاء بلاده بتخصيص 2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي للنفقات العسكرية. وكشف أنه زار برلين الغربية خلال الحرب الباردة، مؤكداً أن واشنطن ستتمسك بالنظام التي تلا الحرب العالمية الثانية. وأضاف: «هذا وعد الرئيس ترامب: سنقف مع أوروبا اليوم وكل يوم، إذ تربطنا المثل النبيلة ذاتها، وهي الحرية والديموقراطية والعدالة وسيادة القانون». وتابع مخاطباً المشاركين: «اعلموا أن الولاياتالمتحدة ستواصل تحميل روسيا المسؤولية، على رغم البحث عن قاعدة مشتركة جديدة، تعلمون أن الرئيس ترامب يعتقد بإمكان التوصل إليها». ودعا موسكو إلى تطبيق اتفاقات مينسك للسلام في أوكرانيا، بدءاً بوقف العنف شرق البلاد. أما لافروف فأعلن أن موسكو تسعى إلى علاقات مع واشنطن تكون «براغماتية، قائمة على الاحترام المتبادل والإقرار بمسؤولياتنا تجاه الاستقرار العالمي». وأشار إلى «إمكانات ضخمة للتعاون (مع الولاياتالمتحدة) في السياسة والاقتصاد والقضايا الإنسانية»، مستدركاً بوجوب «إدراكها، ونحن منفتحون تجاهها». لكنه وصف «الأطلسي» بأنه «كان وما زال مؤسسة للحرب الباردة، سواء في العقل أو في القلب»، معتبراً أن العالم «لا يمكن أن يُحكم إلى الأبد من خلال نوع من دول نخبة». وتابع: «على القادة أن يحددوا خيارهم. وآمل بأن يكون نظاماً عالمياً ديموقراطياً وعادلاً. وإذا أردتم أطلقوا عليه (نظام) ما بعد الغرب، حين يسعى كل بلد، على أساس سيادته ضمن قواعد القانون الدولي، إلى إيجاد توازن بين مصالحه الوطنية والمصالح الوطنية لشركائه». وعلّق على اتهام روسيا بالتدخل إلكترونياً في الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، داعياً إلى تقديم «وقائع» في هذا الصدد. وأعلن أن هدنة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لموسكو ستبدأ غداً في شرق أوكرانيا، تشمل «سحب الأسلحة الثقيلة»، بعد اتفاق بين كييف وموسكووبرلين وباريس خلال قمة ميونيخ. تزامن ذلك مع توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يجيز اعتراف موسكو بالأوراق الثبوتية التي يصدرها انفصاليو أوكرانيا. إلى ذلك، علّق وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، على خطاب بنس مذكراً بمساهمة الأوروبيين بالاستقرار في العالم، عبر المساعدات للتنمية. وسأل: «ما المصلحة في بلوغ 2 في المئة (للإنفاق الدفاعي)، حين لا يمكن أحياناً دفع رواتب التقاعد»، مشيراً إلى اليونان. أما السيناتور الديموقراطي الأميركي كريس ميرفي، فكتب على موقع «تويتر» أن إدارة ترامب «تبدو مثل حكومتين»، وزاد أن نائب الرئيس «أدلى بخطاب عن القيم المشتركة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، فيما أنه (الرئيس الأميركي) يشنّ حرباً صريحة على تلك القيم».