باريس - أ ف ب – استبعد خبراء أن يطفئ اتفاق الحد الادنى، الذي انتهت اليه قمة مجموعة العشرين في سيول أول من أمس، «حرب العملات» المشتعلة بين الاقتصادات الكبرى، لا بل توقعوا اشتعالها اكثر، وإطاحة جهود فرنسا لإصلاح النظام النقدي العالمي. وتعهدت مجموعة العشرين، بمراقبة الاختلالات المهددة للاقتصاد العالمي والامتناع عن اي «خفض تنافسي» لقيمة عملاتها الوطنية، و«تشجيع اسعار صرف تلعب السوق دوراً اكبر في تحديدها». لكن لم تتمكّن القمة من التوصل الى اي اجراء عملي بسبب تشبث الولاياتالمتحدة والصين بنموهما ورفضهما اي خطوة يمكن أن تضر به. واعتبر الخبير الاقتصادي في معهد بروكينغز في واشنطن ايسوار براساد، ان القمة «أظهرت صعوبة في التوصل الى حل جماعي». لكن الانتقادات التي كانت توجه في السابق الى بكين بالتلاعب بقيمة عملتها الوطنية لجهة خفض سعرها تشجيعاً لصادراتها، باتت اليوم توجه ايضاً الى الولاياتالمتحدة المتهمة بتعميق الاختلالات المالية العالمية بسياسة الدولار الضعيف التي تنتهجها. ولفت جوزف ستيغليتز الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد، في تصريح إلى «وكالة فرانس برس»، إلى أن الولاياتالمتحدة «تعتبر، خلافاً لبقية العالم، أنه ليس خفضاً تنافسياً لقيمة الدولار، لأنها ترى وهي محقة في ذلك، أن العالم سيستفيد إذا كان الاقتصاد الاميركي بخير». لكن أوضح أن «هذا الامر يصح فقط في حال لم يكن هذا النمو ثمرة خفض تنافسي لقيمة الدولار». ورأى الاستاذ في جامعة بوكوني في ميلانو فرانشيسكو جيافاتزي، أن «الوضع لن يتغير ما دامت الولاياتالمتحدة تدير مطبعة الاوراق النقدية». وأشار إلى أن «أحداً لا يمكنه التأثير في السياسة الداخلية الاميركية». وأجمع اقتصاديون حاورتهم «وكالة فرانس برس»، على أن غياب الحلول العملية في قمة العشرين «ليس مفاجئاً». وأعلن استاذ الاقتصاد في معهد الدراسات العليا الدولية والتنمية في جنيف تشارلز فيبلوز، أن «كلمات وقرارات جيدة خرجت بها القمة، لكن لا يمكن الوصول الى شيء محدد، لأن التباينات الاقتصادية بين المشاركين قوية جداً». لذا «تبدو المهمة صعبة على فرنسا، التي تسلمت رئاسة مجموعة العشرين لمدة سنة، ووعد رئيسها نيكولا ساركوزي بالعمل على اصلاح النظام النقدي العالمي، معترفاً في الوقت ذاته بأنه هدف «طموح». وتؤيد باريس فكرة اعادة النظر في نظام «تهيمن عليه عملة واحدة» هي الدولار لحل أزمة العملات، من طريق استحداث عملة احتياط دولية لا تصدرها دولة واحدة فقط. وتشاطرها في هذه الفكرة الطموحة، مجموعة «أتاك» للعولمة البديلة، التي تأمل في «استبدال الدولار بعملة مشتركة عالمية تكون اداة امتصاص منسقة للاختلالات العالمية».