صعّدت واشنطنولندن أمس، نبرتيهما ضد موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك وبروكسيل بتأجيج التوتر بين موسكو والاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية. في غضون ذلك، نفّذ الجيش الروسي تدريبات في منطقة ستافروبول (جنوب) تزامنت مع مناورات أميركية– «أطلسية» في البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى روسيا بعد انفصالها عن أوكرانيا. ونشرت الولاياتالمتحدة ثلاثة آلاف جندي في دول البلطيق لإجراء المناورات التي تهدف إلى طمأنة دول المنطقة في مواجهة روسيا. (للمزيد) ودانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا فيكتوريا نولاند، «نظام رعب» في القرم وشرق أوكرانيا، متهمة الانفصاليين وموسكو بفرضه. وتحدثت نولاند أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، عن «الاحتلال غير المشروع» للقرم و «أعمال العنف والسلب المخيفة» التي تمارسها «روسيا وأتباعها الانفصاليون» في شرق أوكرانيا. وزادت: «هذا النزاع يحركه الكرملين الذي يمد (الانفصاليين) بالدبابات والأسلحة الثقيلة ويُموَّل من دافعي الضرائب الروس، وأدى الى مقتل أكثر من ستة آلاف أوكراني ومئات الشبان الروس الذين أرسلهم الكرملين الى هناك للقتال والموت في حرب تنكر حكومتهم شنها». في الوقت ذاته، حذّر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من أن روسيا قد تشكل «الخطر الأكبر» على بلاده، واتهم الرئيس فلاديمير بوتين بتقويض القوانين الدولية التي تحفظ السلام بين الأمم. وقال إن تصرفاته في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا «تقوّض إلى حد كبير» أمن دول أوروبا الشرقية. واعتبر هاموند أن «السلوك العدواني» لموسكو يشكل «تذكيراً صارماً بأنها قادرة على أن تشكّل الخطر الأكبر على أمننا». ونبّه إلى أن جمع المعلومات الاستخباراتية حول قدرات روسيا «سيشكل جزءاً أساسياً من جهودنا الاستخباراتية في المستقبل القريب. نواجه اليوم زعيماً روسياً مصمماً على عدم الانضمام الى النظام العالمي الذي تحكمه قوانين، ويحافظ على السلام بين الأمم، لكنه (بوتين) يصر على تخريبه». وفي وقت أعلن السفير الألماني في واشنطن بيتر فيتيغ أن المستشارة أنغيلا مركل أقنعت الرئيس باراك أوباما بعدم تزويد أوكرانيا أسلحة الآن، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي قسطنطين كوساتشوف، أن نتائج مؤتمر ميونيخ للأمن لعبت دورها في إقناع الولاياتالمتحدة بالتخلي عن فكرة إرسال أسلحة فتّاكة الى أوكرانيا. وأوضح أن الأميركيين حاولوا في ميونيخ «ممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي والمستشارة الألمانية لفرض قرار في شأن تسليح أوكرانيا، لكنهم واجهوا رفضاً لا يقبل التشكيك». وزاد كوساتشوف أن كثيرين من الأوروبيين «لا يؤمنون بوجود حل عسكري للنزاع في أوكرانيا».