علمت «الحياة» أن قوات عراقية دربها الجيش الأميركي في قاعدة «عين الأسد» في الأنبار على مدى شهور ستنتشر شرق الموصل خلال أيام لتولي مهمة حفظ الأمن، فيما أعلن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة أمس، أن قواته دمرت مركزاً لقيادة تنظيم «داعش» في غرب الموصل، وذلك بالتزامن مع لقاء بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في مؤتمر ميونيخ للأمن (للمزيد). وكانت بوادر فوضى أمنية لاحت في شرق الموصل بعد استعادتها الشهر الماضي إثر خلافات عميقة اندلعت بين تشكيلات مسلحة غير متجانسة كان من المفترض أن تتولى تأمين الأرض، ووصلت هذه الخلافات إلى حد مواجهات مسلحة. ومن بين هذه التشكيلات «حرس نينوى» الموالي للمحافظ السابق أثيل النجيفي المقرّب من تركيا، وقوات الشرطة الاتحادية التي رافقتها فصائل من «الحشد الشعبي»، ما عرقل استئناف المعارك في الجانب الغربي من الموصل. وقال مسؤول رفيع ل «الحياة» إن القوات العراقية التي دربها الجيش الأميركي على حرب الشوارع في المدن، قوامها خمسة آلاف عنصر، مؤكداً أنه سيتم نقلهم من قاعدة «عين الأسد» إلى الموصل، مع اقتراب موعد بدء معركة الغرب. وأضاف أن معضلة مسك الأرض في شرق الموصل منذ تحريره عرقلت الجهود لاستئناف الحملة العسكرية لاستعادة الجانب الغربي من المدينة بعدما قدمت قوات جديدة غير قتالية من بغداد للإشراف على الملف الأمني في الأحياء المحررة لا تملك خبرة في التعامل مع السكان، ما خلق صدامات عدة وصلت إلى الاشتباك بالسلاح مع قوات اتحادية أخرى، فضلاً عن إقدامها على ممارسات سلبية ضد السكان، ما أعطى تبريراً للخلايا النائمة من «داعش» أو المتعاطفة معه بتنفيذ عمليات. وفيما بدت مؤشرات واضحة على اقتراب معركة الغرب، أعلن طيران التحالف الدولي أنه قصف مبنى مكوّن من خمسة طوابق في المجمع الطبي الرئيسي بغرب الموصل، للاشتباه في أنه يضم قيادة عسكرية ل «داعش». لكن التنظيم قال في بيان على الإنترنت إن الضربة التي نفذها التحالف قتلت 18 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال وأصابت 47 آخرين. وبدأ وصول جسور عائمة عند ضفة نهر دجلة حيث تحتشد القوات العراقية فيما تجمعت قوات الشرطة الاتحادية وقوات «فرقة العباس القتالية» التابعة ل «الحشد الشعبي» عند الضواحي الجنوبية للموصل. كما ذكر بيان ل «قيادة عمليات نينوى» أمس، أن «القادة العسكريين اجتمعوا في مقر العمليات المشتركة بحضور قائد عمليات تحرير نينوى اللواء الركن نجم الجبوري لبحث آلية واستراتيجية معركة الساحل الأيمن (الغربي)» للموصل. وفي بيان منفصل أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن قواته شرعت «بقصف عشرات الأهداف المنتخبة للدواعش تمهيداً لبدء عملية تحرير الساحل الغربي». وفي ألمانيا سعى العبادي، خلال مشاركته أمس في مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى المزيد من الدعم الدولي والإقليمي مع اقتراب خوضها معركة الجانب الغربي للموصل، فيما أعلن وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة جون ماكين استمرار دعم الولاياتالمتحدةالعراق وحكومته.