سجلت مبيعات ملابس الإحرام نمواً كبيراً أخيراً، بدعم من تزايد أعداد المعتمرين والحجاج عاماً بعد آخر، وقدر تجار وبائعون تحدثوا ل«الحياة»، حجم سوق ملابس الإحرام في المملكة بنحو 250 مليون ريال سنوياً.وقال تاجر المنسوجات وملابس الإحرام عبدالرحمن اليوسف، إن حجم سوق ملابس الإحرام يرتفع من سنة إلى أخرى، بسبب زيادة عدد الحجاج والمعتمرين سنوياً، لافتاً إلى أن موسم العمرة خلال السنوات الثلاث الماضية سجل طلباً كبيراً على ملابس الاحرام ومستلزماتها. وقدر حجم سوق ملابس الإحرام سنوياً بأكثر من 800 مليون ريال، منها 550 مليون ريال ينفقها الأجانب، في حين ينفق السعوديون والمقيمون نحو 250 مليون ريال، مشيراً إلى أن غالبية ملابس الإحرام تأتي من الصين، وتتراوح الأسعار ما بين 20 و50 ريالاً بحسب جودة القطن الذي يصنع منه الإحرام. وأوضح اليوسف أن هناك ملابس إحرام يتم استيرادها من باكستان وذات جودة عالية، ويتجاوز سعرها 120 ريالاً، وتشهد طلباً كبيراً من حجاج ومعتمري الداخل بعكس الصناعات الأخرى التي تشهد طلباً من المعتمرين والحجاج الوافدين من الخارج. من جهته، قال أحد بائعي ملابس الإحرام في سوق البطحاء في الرياض نور علي، إن غالبية ملابس الإحرامات يتم استيرادها من الصين ثم باكستان، وتشهد طلباً كبيراً من معظم الحجاج والمعتمرين. وعن مدى توافر ملابس إحرام مصنوعة في السعودية، نفى علي علمه بذلك، وقال انه لم يسبق أن باع شيئاً من ذلك على رغم أن المعلومات التي تصل إليه تؤكد أن كلفة إنشاء مصنع لملابس الإحرام لا تتجاوز أربعة ملايين ريال. وعن أكثر أنواع ملابس الإحرام المتداولة، قال: «ملابس الإحرام الصينية من أكثر الأنواع المتداولة في السوق، وتتوافر بكميات كبيرة، وسعرها مناسب للكثير من الحجاج والمعتمرين، ويفضل المقيمون الإحرام الخفيف الذي يراوح سعره بين 20 و50 ريالاً، فيما يفضل السعوديون والخليجيون ملابس الإحرام الثقيلة التي تراوح أسعارها بين 50 و120 ريالاً». وتشير مصادر عاملة في بيع ملابس الإحرام إلى أن المملكة لا يوجد فيها مصنع وطني لإنتاج ملابس الإحرام على رغم توافر فرص كبيرة لنجاح أي مشروع استثماري في هذا المجال، خصوصاً في ظل ارتفاع الطلب عليها من مختلف الفئات في شهر رمضان وموسم الحج. ويقول بائع ملابس الإحرام ومتطلبات الحج والعمرة فهد العتيبي، إن سوق بيع ملابس الإحرام في المملكة تشهد نمواً متزايداً كل عام، بسبب زيادة أعداد المعتمرين والحجاج من عام إلى آخر، إذ يتم توفيرها من كل من الصين وباكستان والإمارات ومصر وإندونيسيا. وأوضح أن أسعار ملابس الإحرام تتحدد وفقاً لنوعية القماش وحجمه وسماكته ومقاس الإحرام، مستغرباً عدم وجود مصنع في المملكة متخصص في هذا المجال لمواجهة الطلب المتزايد على ملابس الإحرام من المسلمين الذين يفدون لأداء الحج أو العمرة سنوياً. ولفت الى أن فتح باب العمرة طوال العام أسهم في ارتفاع عدد المعتمرين من خارج المملكة من مختلف أنحاء العالم، ما انعكس على انتعاش تجارة ملابس ومستلزمات الإحرامات، وما يتبعها من أحزمة وأحذية. وطالب العتيبي المستثمرين السعوديين بالاستثمار في هذا المجال، وبناء مصنع متخصص في مختلف المنسوجات ومنها ملابس الإحرام، خصوصاً أن رأس المال سيكون محدوداً والأيدي العاملة يمكن توفيرها بشكل ميسر، ومن المتوقع أن يحقق مثل هذا المصنع أرباحاً كبيرة في ظل أن عدد المعتمرين سنوياً لا يقل عن ثلاثة ملايين، ونحو ثلاثة ملايين من الحجاج، سواء من الداخل أو من الخارج.