انصرف اهتمام اللبنانيين أمس، وعدد من محطات التلفزة المحلية إلى متابعة مراسم تقديس البابوين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني في الفاتيكان، عبر بث مباشر من روما وندوات عن تاريخ البابوين، ولا سيما عن زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان في أيار (مايو) عام 1997 ووقّع على أرضه الإرشاد الرسولي: «رجاء جديد للبنان» الذي نجم عن جمعية خاصة لسينودس الأساقفة الروماني من أجل لبنان عام 1995. وقال فيه إن «لبنان أكثر من بلد هو رسالة». وفيما شارك جيلان في هذا اليوم، جيل عرف البابا يوحنا بولس الثاني عن قرب وشاهده وسمعه حين زار لبنان وآخر يشهد على تقديسه من دون التعرف إليه، رفعت الصلوات في الكنائس، وتجمّع الآلاف من شبيبة لبنان للاحتفال بهذا اليوم في مسرح «بلاتيا» في ساحل علما (جبل لبنان) ورفعوا الصلوات والترانيم تحيّة ليوحنا بولس الثاني، وتخلّل الاحتفال رقصات تعبيرية. وفي روما، شارك في الاحتفال الكنسي رؤساء دول ووفود رسمية ودينية ومسؤولون لبنانيون يتقدّمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رأس الوفد اللبناني الرسمي. وصافح سليمان في اختتام مراسم التقديس، البابا فرنسيس الذي شكره على المشاركة، متمنياً للبنان «دوام السلام والآخاء بين مختلف أبنائه». وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي شارك بالاحتفال قال في عظة خلال ترؤسه قداساً احتفالياً لمناسبة اليوبيل المئوي الأول لكنيسة مار مارون في روما في حضور سليمان: «الكردينال أنجلو روكالي، بطريرك البندقية (Venezia) الذي أصبح عام 1959 البابا يوحنا الثالث والعشرين، زار لبنان عام 1954، كموفد حبري من المكرّم البابا بيوس الثاني عشر، وترأس احتفالات المئوية اليوبيلية الأولى لإعلان عقيدة الحبل بلا دنس. والطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني زار لبنان ووقّع على أرضه الإرشاد الرسولي الذي قال فيه إنه أكثر من بلد، إنه نموذج التعددية في الوحدة والعيش المشترك للشرق، كما للغرب. واعتبر الراعي أن الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين في لبنان يمكن أن يساعدا على أن يتحقق الواقع نفسه في بلدان أخرى محيطة». وتوجّه الراعي إلى سليمان قائلاً إنّ «اللبنانيين يأملون بأن ينتخب مجلس النواب خلال الاستحقاق الدستوري الجاري رئيساً جديداً للجمهورية، جديراً بمواصلة السير بالبلاد من حيث بلغتم به إليه، بصبركم وحكمتكم، من مكانة في الأسرتين العربية والدولية واهتمام ودعم».