قابل البطريرك الماروني بشارة الراعي الموجود في روما، الرئيسَ الايطالي جورجيو نابوليتانو ووزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني. وكان الراعي تراس صلاة شكر في كنيسة مار مارون في الوكالة البطريركية في روما، جرى خلاله تدشين القسم الداخلي الجديد للكنيسة الذي تبرع به عضو المؤسسة المارونية للانتشار سركيس سركيس، في حضور زوجة رئيس الجمهورية وفاء سليمان، التي شاركت الى جانب الراعي في حفلة تطويب البابا يوحنا بولس الثاني الاحد الماضي في الفاتيكان. وألقى الراعي عظة قال فيها: «لا يمكن بعد موت المسيح وقيامته ان نفصل بين الصليب والقيامة، وهذا ما نختبره في لبنان وشرقنا الحبيب، في ما يعيش من آلام نود ان تكون كلها آلام مخاض من أجل حياة جديدة». وقال الراعي: «نصلي من اجل لبنان، الذي قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني إنه أكبر من وطن، إنه رسالة ونموذج للشرق والغرب في ميثاقه وصيغته، وقال لنا يوماً عند ختام «السينودس من أجل لبنان»: انظروا، لبنان بلد صغير جداً لكنه صاحب رسالة كبيرة، لذلك نصلي من اجل لبنان ومن اجل فخامة الرئيس (الجمهورية) وكل معاونيه لكي ينعم لبنان بسلام وازدهار ويواصل رسالته في الأسرة العربية والدولية ومن اجل نهاية الأزمة في لبنان، ازمة تأليف الحكومة، ونحن نلتمس شفاعة الطوباوي الجديد الذي خص لبنان بسينودس من اجله ومن اجل رسالته، كما نصلي من اجل بلداننا العربية التي تعيش آلام مخاض متنوعة وكبيرة، ولا ندرك الى اين ستصل وكيف ستنتهي. ولكن هذا البابا الكبير الذي صلى وزار هذه المنطقة من العالم، والذي خصها بسينودس من اجل آسيا ايضاً، نحن نستشفعه اليوم لكي تبلغ آلام بلداننا وتكون آلام مخاض تبلغ الى حياة جديدة». وأضاف: «اختبرنا في لبنان أن آلامنا أفضت دوماً الى حياة جديدة، ومن منا ينسى ان كل مرة كان يبلغ لبنان شفير الهاوية كانت يد خفية تنتشله، يد العناية الآلهية، كيف لا ولنا اليوم شفيع كبير هو الذي اختبر معنى الالم». وتحدث الراعي عن مراحل حياة الطوباوي الجديد، وقال: «نستطيع ان نقول اننا محظوظون في لبنان وهذا الشرق أن نتألم، لأنه من دون الالم لا ولادة جديدة، وكم نحن في حاجة لأن نجدد هذا الايمان اليوم وان نسير برجاء القيامة نحو وطن متجدد في انسانه ونظامه وشعبه وتطلعاته، وكم هذا الشرق بحاجة الى مثل هذا الايمان. لذلك نحن نصلي لهذه الغاية ونحمل في صلاتنا كل المتألمين والمعوَّقين والمظلومين والمستعبَدين والمستصغَرين، وما أكثر آلام البشر، أكانت فوق الارض أم في أقبية التعذيب، هؤلاء اليوم واعدون، لأنه عيد الرحمة الالهية والاحد الجديد الذي بدأ زمن جديد مع المسيح، زمن الصليب والقيامة والمحبة التي لا تعرف حدوداً».