حض الرئيس الأميركي باراك أوباما ماليزيا أمس، على تحسين وضع حقوق الإنسان، متعهداً مواصلة مساعدتها في العثور على الطائرة الماليزية المفقودة. وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق في كوالالمبور، قلّل أوباما من أهمية امتناعه عن لقاء زعيم المعارضة أنور إبراهيم المُدان في قضية لواط يعتبرها الغرب ذات دوافع سياسية، علماً أن الأخير سيجتمع اليوم بمستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس. وقال أوباما: «امتناعي عن لقاء أنور لا يؤشر إلى قلة اهتمامنا» بقضية حقوق الإنسان. واعتبر أن عبدالرزاق حقّق تقدّماً في مسألة حقوق الإنسان في ماليزيا، مستدركاً أنه سيكون أول من يعترف بوجود مزيد من العمل يجب فعله في هذا الصدد. ودافع عبدالرزاق عن نفسه، داعياً إلى «عدم التقليل» من أهمية خطوات اتخذتها حكومته في هذا الشأن. وأضاف أنه وأوباما «قلقان في شأن الحريات المدنية من ناحية المبدأ». ودافع أوباما عن حكومة عبدالرزاق التي تواجه ضغوطاً متزايدة لكشف مزيد من المعلومات في شأن التحقيق حول الطائرة الماليزية التي اختفت قبل أكثر من 7 أسابيع وعلى متنها 239 شخصاً، أثناء رحلة من كوالالمبور إلى بكين. وقال إن كوالالمبور «صريحة تماماً» في كشف المعلومات، مضيفاً أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة تماماً تأمين ما يلزم من موارد ومساعدات» في البحث عن الطائرة في جنوب المحيط الهندي، علماً أن مركبة غير مأهولة تابعة للبحرية الأميركية مشّطت أمس منطقة نائية في قاع المحيط الهندي. وتابع أوباما: «واضح أننا لا نعلم كل التفاصيل، لكن ما نعرفه هو أنه إذا كانت الطائرة سقطت في المحيط في هذا الجزء من العالم، فإنها مساحة ضخمة والجهود مضنية وتنطوي على كثير من التحدي». على صعيد آخر، أعلن عبدالرزاق أنه وأوباما اتفقا على رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى درجة «شراكة شاملة»، مضيفاً: «يؤذن ذلك بمرحلة جديدة من علاقاتنا، مع مزيد من المشاركة في الاقتصاد والأمن والتعليم والعلوم والتكنولوجيا». لكن رئيس الوزراء الماليزي لمّح إلى أن بلاده ليست مستعدة بعد لإبرام اتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ الذي تقوده واشنطن ويضم 12 دولة، بسبب «حساسيات» داخلية متمثلة بالنفوذ المتنامي للجناح المحافظ داخل حزبه الحاكم. وقال: «نحاول أن نتجاوز الحساسيات والتحديات التي أشرت إليها في نقاشي مع الرئيس أوباما الذي أبدى تفهماً كاملاً للحساسيات الداخلية، وسنجلس معاً لتسوية ذلك لمحاولة التوصل إلى اتفاق قريباً». واعتبر أوباما أن المعارضة الداخلية للاتفاقات التجارية ليست أمراً مفاجئاً، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدة مستعدة لإبداء مرونة. وأردف: «نريد العمل مع حلفائنا وشركائنا المهمين ومع الصين». وتطرّق أوباما إلى معاناة الأقلية المسلمة في ميانمار، معتبراً أن «غالبية السكان نطرت إليها بازدراء، ولم تحترم حقوقها في شكل كامل». وأشاد بالإصلاحات السياسية والافتصادية في البلاد، مستدركاً: «لن تنجح ميانمار إذا قُمع المسلمون». ويصل أوباما إلى الفيليبين اليوم، المحطة الأخيرة في جولته الآسيوية، في وقت سيبرم البلدان اتفاقاً أمنياً جديداً مدته 10 سنوات، يتيح للقوات الأميركية تعزيز وجودها العسكري في البلد الذي يواجه نزاعات حدودية مع الصين.