تزور بيروت زعيمة حزب «الجبهة الوطنية الفرنسية» مارين لوبن الأحد والإثنين المقبلين، وتلتقي رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري. وتأتي زيارة لوبن لبنان في ظل حملتها لانتخابات الرئاسة الفرنسية في23 نيسان (أبريل) و7 أيار(مايو) المقبلين. وتُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة لتلفزيون BFM أن في الدورة الثانية ستكون لوبن منافسة إما للمرشح إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق في حكومة مانويل فالز الاشتراكية، وإما لمرشح الحزب الجمهوري فرانسوا فيون إذا بقي في المعركة الرئاسية على رغم فضيحة «البنيلوب غيت» حول أجور تلقتها زوجته بنيلوب لعملها معاونة برلمانية له. واستعدت لوبن لمعركة الرئاسة منذ بداية الشهر الجاري، إذ وضعت مشروعاً ب144 اقتراحاً. وعرضت برنامجها خلال حلقة تلفزيونية فرنسية شهيرة مع دافيد بوجاداس وليا سلامة نجمة الشاشة الفرنسية، وهي ابنة الأكاديمي اللبناني الدكتور غسان سلامة. وتعهدت إعادة المهجرين إلى أوطانهم وفرض ضرائب على الصناعات والمحلات التي تشغل عمالاً أجانب بدلاً من الفرنسيين. وأبدت رفضها السماح للمهاجرين بأن يصلوا الشواطئ الأوروبية. وقالت إنها تصر على إلغاء وحدة الحدود الأوروبية «شينغن» والعودة إلى الحدود الوطنية للسيطرة على الأمن. كما أيدت طرد الطلاب الأجانب من الجامعات الفرنسية لكي لا يبقوا بعد دراستهم في فرنسا. وقالت إنها إذا أصبحت رئيسة ستعمل للخروج من منطقة اليورو للعودة إلى الفرنك الفرنسي. وأظهرت في جدلها مع صاحبة شركة فرنسية ضعف حججها الاقتصادية حول هذا الموضوع. ويرافق لوبن إلى لبنان المحامي اللبناني- الفرنسي إيلي حاتم المقرب منها وهو نظم زيارتها وهي من ضمن حملتها الانتخابية. وكان المرشح ماكرون سبقها إلى لبنان في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي والتقى عون والحريري. ودعا من بيروت إلى «سياسة متوازنة» حيال النظام والفصائل المعارضة في سورية. وكان من المتوقع أن يزور المرشح فيون لبنان لولا فضيحة «بنيلوب غيت». وقد تستغل لوبن زيارتها لبنان لتحديد مواقفها الدولية المؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد وللمسيحيين في لبنان والشرق والتنديد بالإسلام المتطرف وإرهاب «داعش». ولكن مصادر فرنسية عدة استبعدت إمكان وصولها إلى الرئاسة على رغم استطلاعات الرأي الأخيرة التي تقول عكس ذلك. وأجمعت هذه الأوساط على «أن فرنسا ليست الولاياتالمتحدة، وأن الناخبين الفرنسيين أكثر يقظة من أوساط الشعبوية في أميركا». وعلق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي اللبناني وليد جنبلاط على حسابه على موقع «تويتر» قائلاً: «مرشحة اليمين في فرنسا مارين لوبن ستحط في ربوع لبنان. كم فرحة اللبنانيين «الأقحاح» ستكون كبيرة».