دعت موسكو الأطراف الإقليمية والدولية ل «مساعدة السوريين على إنجاح جولة المفاوضات المقبلة في جنيف»، وشددت على تأييدها عقد المفاوضات في موعدها المحدد في 20 الشهر الجاري. وشغل ملف الهدنة في سورية والتحضيرات الجارية للمفاوضات الحيز الأهم خلال مكالمة هاتفية أجراها أمس، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاوش أوغلو. وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أن الطرفين ناقشا مسير تنفيذ اتفاق وقف النار، وتطورات الوضع بعد مفاوضات آستانة، إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد جولة المفاوضات الجديدة في جنيف. ومع تشديد الجانبين على أهمية المحافظة على الهدنة، أفاد البيان بأن لافروف وأوغلو شددا على «إطلاق مفاوضات سلام مثمرة بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في منصتي جنيف وآستانة» في ربط مباشر يعزز التوجه إلى تحويل مسار آستانة إلى مسار مواز للعملية السياسية في جنيف. وكانت تسريبات في موسكو أشارت إلى أن روسيا تحضر لإطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية في آستانة من دون أن تتضح الأجندة المقررة لها أو الموعد المقرر لها. في السياق ذاته، أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن آستانة ستشهد نهاية الأسبوع المقبل جولة محادثات جديدة بين روسيا وتركيا وإيران الأطراف الضامنة لوقف النار في سورية، وشددت على أن «العملية في آستانة تعد جزءاً من الجهود المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة السورية في إطار سياسي». وكانت الأطراف الثلاثة فشلت في الاتفاق على «إجراءات محددة» اقترحتها موسكو خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي، وطلب الوفدان التركي والإيراني مهلة زمنية للتشاور. وقالت مصادر روسية ل «الحياة» أن موسكو «تعول على إعلان اتفاق بين الأطراف الثلاثة يضع خريطة طريق واضحة لضمان استمرار وقف النار وآليات محددة محددة للرقابة ومنع وقوع استفزازات، قبل حلول موعد الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف الذي تصر موسكو على ضرورة عدم تأجيله». وأوضحت زاخاروفا أمس، أن الأطراف التي اجتمعت في آستانة «أنجزت تقريباً عملية تحديد المناطق الخاضعة حالياً لسيطرة الإرهابيين التي لا تخضع لاتفاق وقف النار». وأن الحديث يدور عن وثيقتين سلمتهما موسكو إلى المشاركين واقترحت بحثهما في الجلسات اللاحقة لفريق العمل المشترك، إحداهما بروتوكول ملحق للاتفاق في شأن آلية تسجيل انتهاكات نظام وقف الأعمال القتالية، الذي تم إعلانه نهاية العام الماضي والثانية حول قواعد تطبيق العقوبات بحق الأطراف التي تنتهك وقف النار. وشددت زاخاروفا على دعم موسكو «مقترح المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في شأن استئناف المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف في رعاية الأممالمتحدة في الموعد المحدد 20 شباط (فبراير)». وأعربت عن أملها في أن «يقدم الشركاء الإقليميون والدوليون لروسيا أكبر مساعدة ممكنة للأطراف السورية في التحضير لهذه الفاعلية». على صعيد آخر، انتقدت الديبلوماسية الروسية بقوة التقرير الصادر عن منظمة «العفو الدولية» حول تنفيذ السلطات السورية عمليات إعدام جماعية ضد معارضين في سجن صيدنايا بريف دمشق، وقالت أن موسكو «تعتبر هذه الوثيقة استفزازاً». وأوضحت زاخاروفا: «رأينا هذا التقرير، من المؤسف نشره في هذه اللحظة الحيوية بالنسبة لآفاق التسوية السورية بعدما بدأت الأزمة تتجه نحو التلاشي. ويبدو أننا نواجه استفزازاً متعمداً جديداً يهدف إلى صب الزيت على النار وإلهاب المشاعر الراكدة وجعل السوريين يكره بعضهم بعضاً».